جامعة بغداد

اسم الكلية

جامعة بغداد- كلية العلوم الاسلامية

القسم

قسم الشريعة  

الاسم الكامل

زاهد محيسن حمدان الكبيسي 

البريد الالكتروني

الشهادة

( ) مدرس مساعد

( ) مدرس

( ) استاذ مساعد

( ) استاذ

( ) ماجستير

( ) دكتوراه

اسم المشرف

أ. م . د. مجيد علي العبيدي

عنوان الرسالة

القواعد والضوابط الفقهية وتطبيقاتها عند الإمام ابن شاس المالكي

(ت 616هـ) من خلال كتابه عقد الجواهر الثمينة

السنة

2011

الملخص

بسم الله الرحمن الرحيم

المقدمة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه وأتباعه ، وارحم يا رب كل من سار على نهجه ، واتبع هديه وارتضاه .

وبعد :

فإن الخيرية والفضيلة في تعلم علم الفقه وتحصيله وتطبيقه ودراسته وتدريسه كيف لا ، وقد قال r : ( مَنْ يردِ اللهُ به خيراً يفقهه في الدين ) ([1]) .

فعلم الفقه من أفضل العلوم التي تصرف فيها الأوقات ، وتبذل فيها الطاقات، إذْ أن هذه الساعات يتحاكى بها الباحث مع الأدلة المرتبطة بوحي السماء ، وجمالية كلم المصطفى r وآثار وحكايات العلماء العاملين من أئمة الدين المجتهدين الذين سهروا الليالي وكابدوا المشقات في سبيل إنضاج هذا العلم واستخراج أحكام الفقه للناس – اللهم يا رب أنزل شآبيب رحمتك على كل طالب علم سعى وغايته رضاك من أجل إيضاح معلومة أو توضيح غامضة أو تبويب قاعدة ؛ لييسر على الناس سبيل دينهم وتطبيقه على الوجه الصحيح -.

ومن حفظ الله تعالى لديننا الذي قرره بقوله U :                   ([2]) ، أن هيأ من يدافعون عنه ويتدارسون أحكامه على مر العصور والأجيال ، مع ما ينتاب الناس من الضيق والاضطهاد والهجمات الشرسة ، ومخططات اليهود والصليبيين وأعداء هذه الأمة من العلمانيين والحاقدين ، ولكن ستبقى بإذن الله تعالى شعلة الإسلام وقادةً ، ويبقى نور محمد r ساطعاً في دياجير الظلام الذي تبعثه الأفكار النتنة من هنا وهناك ، ويبقى نور الإسلام ساطعاً رغم أنوف المضلين ، وما هذه المراكز العلمية في بلدنا الجريح العراق إلا دليل أكيد على ما أقول فمع صعوبات الحال واختلال الموازين من آثار الاحتلال المرير على بلدنا الغالي لا تزال دور العلم والثقافة تحتضن أبناءها بحثاً وتدريساً وتعليماً، ولا يزال علماؤها الأجلاء ومع التضحيات الجسام التي أصابتهم يقومون بواجباتهم من النصح والإرشاد في سبيل ديمومة البحث العلمي الرصين الذي يخدم دين سيد المرسلين r .

ومن هذه المراكز العلمية المشعة في بغداد السلام هي كليتي ( كلية العلوم الإسلامية ) ، وإني إذْ أتشرفُ بالانتسابُ إليها بدءاً بدراسة البكالوريوس وانتهاءً بدراسة الدكتوراه أراها ذات فضل كبير عليّّ خصوصاً وعلى زملائي من طلاب هذه الكلية العامرة بمشايخها وأساتذتها الأجلاء الذين ، أرجو الله تعالى أن يحفظهم من غدر الغادرين وكواتم الفاجرين ولواصق العملاء المأجورين ، وأرجو الله تعالى أن يديم نعمته علينا بأن لا تخمد هذه الشعلة ، وأن ينور بصائرنا بهدي المصطفى r ، ويهيئ لأمة الإسلام من يوحدها ويقودها إلى شاطئ الأمان ، وينعم على بلدي الجريح بالأمن والأمان والاستقرار .

لقد انتسبتُ للدراسة في هذه الكلية لمرحلة الدكتوراه ، وبعد إكمال السنة التحضيرية مرت بي ظروف عصيبة أدت إلى انقطاعي عن مواصلة البحث ، ولكن الله تعالى ذو الفضل والمنة ، فرج عليَّ أخيراً ، وها أنا اليوم أقدم أطروحة الدكتوراه والتي هي بعنوان ( القواعد الفقهية وتطبيقاتها عند الإمام ابن شاس المالكي ) ، إذْ أنْ من الوسائل التي سلكها فقهاؤنا الأجلاء لضبط فروع الفقه هي صياغة القواعد والضوابط والكليات والأصول ، فمن خلال استقصائهم للفروع الفقهية المتناثرة ، وجدوا الكثير منها يمكن أن يندرج تحت حكم كلي يشمل هذه الجزئيات ، فعمدوا إلى صياغة عبارات جامعة لَنْظمِ هذه المسائل المنثورة في سلك واحد ، ليسهل فهمها وحفظها واستحضارها متى شاء الفقيه ذلك .

وقد جعل الإمام القرافي شرف الفقيه وعلو قدره بمدى معرفته وتبحره في هذه القواعد فقال:(( وهذه القواعد مهمة في الفقه عظيمة النفع وبقدر الإحاطة
بها يعلو قدر الفقيه ويشرف))
([3]) .

وأما الحافظ ابن رجب فقال : (( أما بعد فهذه قواعد مهمة ، وفوائد جمة تضبط للفقيه أصول المذهب وتطلعه من مآخذ الفقه على ما كان عنه تغيب ، وتنظم له منثور المسائل في سلك واحد وتقيد له الشوارد ، وتقرب إليه كل
متباعد ))
([4]).

وأما الإمام السيوطي فبعد إشادته بعلم القواعد الفقهية أوضح بأن هذا الفن لا يستطيعه الأغبياء والمغمورون ، ولا يلجه إلا الأشداء المجدون ، ولا يمكن أن يحصل عليه إلا من هجر النوم وأطال السهر ، فقال : (( ولعمري أن هذا الفن لا يدرك بالتمني ، ولا ينال بسوف ولعل ولو أني ، ولا يبلغه إلا من كشف عن ساعد الجد وشمر واعتزل أهله ، وشد المئزر ، وخاض البحار ، وخالط العجاج ، ولازم الترداد إلى الأبواب في الليل الداج )) ([5]) ، ولعل ما أوصى به الإمام السيوطي
رحمه الله
ومن قبله من علمائنا الإجلاء هو الذي جعل هذا العلم يتنامى على مر العصور، فقد وجدت الكثير من العلماء من أفرد هذا العلم بالتصنيف ، وعلى مختلف المذاهب ، ولكن تحت مسميات عدة ، فمنهم تحت عنوان الأشباه والنظائر، ومنهم تحت عنوان القواعد ، ومنهم تحت عنوان الكليات ، ومنهم تحت عنوان الفروق .

وفي عصرنا الحديث الذي تعقدت فيه الحياة ، وسلك الناس فيه طرقاً شتى في  الفكر والسلوك ، ولحاجة المجتمع إلى مثل هذه البحوث الجادة فيه ، قام العديد من العلماء بخدمة هذا الفن ، فاستخرج قسمٌ منهم القواعد المبثوثة في كتب الفقهاء ، وقام القسم الآخر بتآليف تخص القواعد ونشأتها وتطورها ، وحاجة العصر الحديث لها .

ولرغبتي في المشاركة بخدمة الشريعة الغراء ، وتراثنا الإسلامي الضخم ، أحببت أن ألج إلى هذا العلم ، ويكون موضوع أطروحتي للدكتوراه دراسة القواعد الفقهية التي ذكرها العلامة الشهيد الإمام ابن شاس المالكي في كتابه عقد الجواهر الثمينة، وبفضل الله تعالى والجهود المباركة التي بذلها أستاذيَّ الفاضل الدكتور مجيد علي العبيدي – الذي تفضل بقبول الإشراف عليَّ في هذه الدراسة ومتابعته الدقيقة لها، وما كنت لأشق عليه إلا أن كرم أخلاقه وطيب نفسه جعلته يتحمل تلميذاً مثلي، وهاهي الأطروحة قد تمت بفضل الله تعالى مع معاناتي من الصعاب والمشاق التي رافقتني طيلة مدة الدراسة والتي تمثلت بعدة أمور منها الجوانب الأمنية التي طالت طلبة العلم عموماً ، وطالتني خصوصاً ، ثم مقر إقامتي البعيد عن بغداد ، فضلاً عن قلة مقلدي المذهب المالكي في بلدنا ، الأمر الذي جعل دراسته محدودة عند بعض المشايخ والزملاء مقارنةً بالمذاهب الأخرى، وقلة أتباع المذهب ينتج عنه قلة البحوث والدراسات والمصادر، فالبحوث في الفقه المالكي تكاد تكون محدودة، ولكن بفضل الله تعالى قد تذللت هذه الصعاب، ويسر الله تعالى أن أكمل هذه الأطروحة، والتي جعلتها في مقدمة وثلاثة فصول وخاتمة .

تكلمت في المقدمة عن موضوع علم الفقه والقواعد الفقهية واختياري للموضوع ، والصعوبات التي واجهتني ، والمنهج المتبع في إعداد الأطروحة .

وبينت في الفصل الأول عن الإمام ابن شاس ، وضمنته أربعة مباحث، تكلمت في المبحث الأول عن عصره، وتكلمت في المبحث الثاني عن سيرته الشخصية ، وتكلمت في المبحث الثالث عن سيرته العلمية .

أما في الفصل الثاني فقد جعلته مدخلاً إلى علم القواعد الفقهية ، وضمنته خمسة مباحث .

تحدثت في المبحث الأول عن القواعد الفقهية وما يتعلق بها ، وتحدثت في المبحث الثاني عن أنواع القواعد الفقهية ، وتحدثت في المبحث الثالث عن مصادر القواعد الفقهية، وتحدثت في المبحث الرابع عن نشأة القواعد الفقهية وتدوينها، وتحدثت في المبحث الخامس عن أهم الكتب المصنفة في القواعد الفقهية.   

أما الفصل الثالث فقد بينت فيه القواعد والضوابط المستخرجة من كتاب عقد الجواهر الثمينة في مذهب عالم المدينة، وجعلته في مبحثين، أما المبحث الأول فقد خصصته للقواعد الفقهية، وأما المبحث الثاني فقد خصصته للضوابط، ورتبتها حسب ورودها في كتاب عقد الجواهر الثمينة .

وأما الخاتمة فقد ذكرت فيها أهم النتائج التي توصلت إليها من خلال البحث، وأرجوا الله تعالى أن أكون قد وفقت لما قصدت، وهي خدمة الشريعة الإسلامية الغراء بوضع لبنة في جدارها المتين عله أن يعود كما ابتناه أسلافنا الأفذاذ، فنرى حكام المسلمين وقضاتهم يسارعون إلى تطبيق هذه القواعد التي تسعد الناس في دنياهم وآخرتهم، ويتركون العلمانية والديمقراطية، ويحكمون بما أنزل الله وليس ذلك على الله ببعيد .

وختاماًً فإني لم آلو جهداً في هذا البحث مع قلة بضاعتي وقصور باعي
فإن يكن فيه خطأ وخلل ، فذلك من تقصيري، وأرجو الله تعالى أن يغفر لي، وإن يكن فيه صواباً فبتوفيق الله تعالى وحسبي أني بذلت ما أستطيع، ولعل تصويبات أساتذتي الفضلاء لجنة المناقشة تسدد خلل هذه الأطروحة وتمنحها البهاء المطلوب فلهم مني سلفاً كل الشكر والثناء .

وفق الله جميع العاملين في هذه الكلية لما يحبه ويرضاه أنه سميع مجيب .

والله ولي التوفيق



([1] ) صحيح البخاري : لأبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري ، (ت256هـ)، منشورات دارالكتب العلمية – بيروت – لبنان ، كتاب العلم ، باب العلم قبل القول والعمل ، ص30.

([2] ) سورة الحجر ، من الآية 9 .

([3] ) الفروق المسمى أنوار البروق في أنواءِ الفروق : للإمام العلامة شهاب الدين أبي العباس أحمد بن إدريس بن عبد الرحمن الصنهاجي ، المشهور بالقرافي ، (ت 684هـ) ،دراسة وتحقيق:أ.د محمد أحمد سراج،أ.د.علي جمعة محمد ، دار السلام للطباعة – القاهرة ، الطبعة الأولى 1421هـ / 2001م  ، ج1 ، ص 71 .

([4] ) القواعد الفقهية : تأليف الإمام أبي الفرج عبد الرحمن بن أحمد بن رجب الحنبلي
( ت 795هـ ) ، علق عليه ووضع حواشيه الدكتور محمد علي البنا ، دار الكتب العلمية بيروت – لبنان ، الطبعة الأولى 1429هـ/ 2008م ، ص 7 .

([5] ) الأشباه والنظائر في النحو : تأليف أبو الفضل عبد الرحمن بن كمال أبو بكر ، جلال الدين السيوطي (ت911هـ) ، حققه طه عبد الرؤوف سعد ، الناشر مكتبة الكليات الأزهرية ، طبعة جديدة 1395هـ/1975م ، ج22 .   

Comments are disabled.