جامعة بغداد |
||||
اسم الكلية |
جامعة بغداد- كلية العلوم الاسلامية |
|||
القسم |
قسم الشريعة |
|||
الاسم الكامل |
جلال عازل غزال حسين العبيدي |
|||
البريد الالكتروني |
|
|||
الشهادة |
( ) مدرس مساعد |
( ) مدرس |
( ) استاذ مساعد |
( ) استاذ |
( ) ماجستير |
( ) دكتوراه |
|||
اسم المشرف |
أ . م . د عبد الرزاق رحيم جدي الهيتي |
|||
عنوان الرسالة |
الجـــودة الشاملة في ضوء المعايير الإسلامية |
|||
السنة |
2011 |
|||
الملخص |
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على خاتم النبيين، وعلى آله الطيبين الطاهرين ، وعلى صحبه أجمعين ، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين . وبعد : فإن عالم اليوم يشهد سباقاً متسارعاً لتبوّء المراكز المتقدمة في الميادين الحياتية كافة في ظل هيمنة الدول الغربية على المدنية في العالم وعلى التطور العلمي والاقتصادي وغيرهما ، مع ظهور بعض الدول خارج نطاق المجموعة الأوربية تسعى بجهد لبلوغ الركب الحضاري والحصول على أسباب التطور والتقدم والرقي ، وأدى التطور الكبير في وسائل الاتصال بين دول العالم إلى اشتداد المنافسة بينها ، وصار تقديم أفضل السلع والخدمات بأقل الأسعار ، من معالم هذا التنافس. لذلك احتل موضوع الجودة عناية أغلب الباحثين والكتّاب لمساهمته الكبيرة في تفعيل التطور في ميدان العمليات الإنتاجية بشكل عام ، إذ تعد الجودة سلاحاً تنافسياً مهماً ، تستخدمه الشركات لجذب المستهلكين وتحقيق التميز والريادة في السوق . وفي العالم العربي هناك عدد من التحديات التي تواجهه متمثلة بطغيان العولمة ومفاهيمها ، وانتشار المعرفة التقنية ، وشبكة الاتصال العالمية ( الانترنت ) ، وفي العراق يزاد على هذه التحديات تحديات جديدة تمثلت بالاحتلال والظروف التي أعقبته مما زاد المشكلة تعقيداً ، ومن هنا كان إتباع الجودة الشاملة في مقدمة أولويات دول العالم الثالث لتقليص الهوة بينها وبين دول العالم الغربي . إن أهمية العمل بمفهوم الجودة الشاملة نابع من ضرورة مواكبة التطور العالمي ، وإنَّ الاحتمالات القائمة تشير إلى انهيار المفاهيم القديمة لصالح مفهوم الجودة الشاملة ، إذ إنَّ طلب شهادة مطابقة من المنظمة العالمية للمواصفات ISO صار أمراً تقليدياً . وكذلك رغبة الباحث في أن يكون للتشريع الإسلامي حضوره الفعّال والمؤثر في تأصيل هذا المفهوم في ظل تنامي دعوات العولمة والانسلاخ من الهوية ، وأن يكون مفهوم الجودة في جوهرها وفلسفتها متوافقاً مع مبادئ الإسلام وقيمه . فارتباط هذا المفهوم بالقيم الإسلامية تنظيراً وتطبيقاً من شأنه أن يحمي هذا المفهوم من الانحراف نحو الاتجاهات النفعية المجردة عن القيم والمبادئ . إن القيم الإسلامية والتربوية المرتبطة بها ليست بحاجة إلى استيراد قيم من الغرب ، إذ إنَّ المسلمين مدعوون قبل غيرهم للعمل بالجودة في الأنشطة الحياتية المختلفة ، إذ أمرنا الدين الحنيف بإجادة الأقوال والأفعال والإحسان في أمورنا كلها ، فقد وضع الإسلام دليلاً عاماً شاملاً للجودة شمل كل صغيرة وكبيرة ، بما فيها الفعاليات الحياتية اليومية، وقد جاء الحث عليها عند الحديث عن الإحسان والثناء على المحسنين ، من ذلك قوله تعالى: وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلاَ تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ( ) . وقال تعالى : لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَوْا وَآمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ( ) . وهذا كله يبين الحرص الكبير على الإحسان والإتقان في أمور الحياة ، وهذا يعني الحرص على الجودة . وهناك فارق كبير بين الأداء الإسلامي وبين أداء غيره ، وهو ارتباط الأداء الإسلامي بالوازع الديني الذي تفتقر له القوانين الوضعية وغيرها ، فالمسلم مطالب بالجودة ديانة وتعبداً ، وليس هدف العمل إرضاء الزبون فقط ، بل إرضاء الله تعالى قبل كل شيء . وقد فرق المسلمون بين العمل العادي وبين العمل المتصف بالجودة قال القرطبي : ” والصنع بمعنى العمل ، إلا أنه يقتضي الجودة ، يقال : سيف صنيع إذا جوَّد عمله “( ) . من هذه المنطلقات كانت هذه الرسالة التي أسميتها (الجودة الشاملة في ضوء المعايير الإسلامية ) ، والتي تأتي أهميتها من تقديمها لخطوات عملية لمعالجة الضعف في النشاط الاقتصادي وبيان التأصيل الشرعي للجودة الشاملة ، وما يتوافق منها مع تعاليم الإسلام ومبادئه ، زيادة على أهمية نشر مبادئ الجودة الشاملة ومفاهيمها وكيفية العمل بها ، إذ إنَّ هناك ضعفاً في إدراك أهمية الجودة الشاملة ومخاطر عدم الأخذ بها . وقد اشتملت هذه الرسالة بعد هذه المقدمة على ثلاثة فصول وخاتمة : تناولت في الفصل الأول ، مفهوم الجودة الشاملة ، وفيه خمسة مباحث : المبحث الأول : تعريف الجودة الشاملة . المبحث الثاني : نشأة الجودة الشاملة ومراحل تطورها . المبحث الثالث : أهمية الجودة الشاملة ومكوناتها . المبحث الرابع : فوائد الجودة الشاملة ومبادؤها واهدافها. المبحث الخامس : متطلبات الجودة الشاملة ومداخلها . وتناولت في الفصل الثاني : المعايير الإسلامية ، وفيه أربعة مباحث : المبحث الأول : مفهوم المعايير الإسلامية المبحث الثاني : التأصيل الشرعي لمعايير الجودة الشاملة . المبحث الثالث : مبادئ الجودة الشاملة في ضوء المعايير الإسلامية المبحث الرابع : جودة الخدمات في ضوء المعايير الإسلامية وتناولت في الفصل الثالث : الجودة الشاملة ومعطيات الاقتصاد الاسلامي ، وفيه خمسة مباحث المبحث الاول: الاقتصاد الاسلامي ، المفهوم ، النشأة ، المصادر ، الخصائص . المبحث الثاني : الانتاج وعلاقته بالجودة الشاملة . المبحث الثالث: التبادل وعلاقته بالجودة الشاملة . المبحث الرابع: التوزيع وعلاقته بالجودة الشاملة . المبحث الخامس الاستهلاك وعلاقته بالجودة الشاملة . ثم خاتمة بأهم النتائج والتوصيات . ومع شيوع الجودة الشاملة إلا أنه لم يجر تناولها من وجهة النظر الشرعية ، وأغلب ما نشر عنها من موضوعات تمثّل في تطبيقها في بعض المؤسسات الدينية ، أو جرى تناولها بشكل تمهيدي عام، وتبع ذلك صعوبة الوقوف على المصادر التي تؤصّل لها . سائلاً المولى تبارك وتعالى أن أكون قد وفقت في مسعاي هذا بتسليط الضوء على هذا الموضوع ، وبالمساهمة في وضع اللبنات الأولية له . والله ولي التوفيق وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
|
Comments are disabled.