نظّمت وحدة حقوق الإنسان في كلية العلوم الإسلامية بجامعة بغداد ورشة علمية حملت عنوان “حماية حقوق الإنسان في نهج الإمام علي عليه السلام”بمشاركة نخبة من التدريسيين والباحثين بهدف إبراز الرؤية الإنسانية المتقدمة التي قدّمها الإمام علي عليه السلام في صون الكرامة البشرية وبيان مدى انسجامها مع المبادئ الحديثة لحقوق الإنسان.
استُهلت الورشة بتوضيح مفهوم الحماية من الناحية اللغوية والاصطلاحية بوصفها المنع والدفاع والنصرة وهي معانٍ تتقاطع مع ما جاء في الفقه الإسلامي والقوانين الدولية كما تناولت تعريف حقوق الإنسان باعتبارها حقوقًا طبيعية ثابتة للإنسان لا تزول حتى إن لم تعترف بها السلطات.
وتطرقت الورشة التي حاضرت فيها الدكتورة هزار حسن إلى منهج الإمام علي عليه السلام في حماية الحقوق حيث قُدّم بوصفه نموذجًا حضاريًا متقدمًا سبق التشريعات الوضعية في كثير من مبادئه فقد ركّز الإمام على ضرورة توفير الحياة الكريمة لكل إنسان دون تمييز وعدّ التقصير في رعاية المحتاجين ظلمًا يخلّ بالعدالة كما أكد على التعايش السلمي واحترام الآخر انطلاقًا من رؤيته الشهيرة بأن الإنسان “إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق”، مما يجعل احترام الإنسانية أساسًا للتعامل بين الأفراد. وشدد على أن العدالة والمساواة هما عماد الحكم الرشيد رافضًا أي تمييز في الحقوق أو العطاء ومفسحًا المجال أمام حرية الرأي والحوار بوصفهما شرطين من شروط الحكم العادل. وأبرزت الورشة احترامه الصارم للملكية الخاصة حتى في أوقات الحرب، إضافة إلى وصاياه لولاته بضرورة الرفق بغير المسلمين وصيانة كرامتهم.
وانتهت الورشة إلى أن نهج الإمام علي عليه السلام يمثل إطارًا متوازنًا يجمع بين القيم الأخلاقية والعدالة الاجتماعية وحماية الحقوق وقد حظي هذا النهج باعتراف دولي حين أشار تقرير الأمم المتحدة لعام 2002م إلى كونه نموذجًا عالميًا يُستفاد منه في تعزيز كرامة الإنسان وترسيخ مبادئ الحكم العادل.

