ألقى الدكتور عبد الهادي محمود الزيدي التدريسي في قسم الفلسفة بكلية العلوم الإسلامية، جامعة بغداد، محاضرة بعنوان: (أخلاقيات الإعلام والمستقبل الرقمي) يوم الخميس العاشر من شهر آذار الجاري، ضمن إسبوع الثقافة الإعلامية الذي تقيمه منصة أريد العالمية للباحثين العرب بالتعاون مع جمعية البصيرة للبحوث والتدريب الإعلامي.
وذكر الدكتور في محاضرته: إذا كانت نظرية الإنفجار الكوني من ناحية علمية تفترض: إن الكون نشأ نتيجة إنفجار هائل ترتب من خلاله موقع الأفلاك والكواكب والعلاقات بينها، فان الإنفجار الإعلامي الرقمي هو حدث عظيم آخر تسبب إنفجارهالهائل بإيجاد علاقات جديدة بين أطراف العملية الإعلامية وبما ينذر بدوام آثاره على أصعدة الحياة كافة، وهذا يوجب على منظري الإعلام والمهتمين والعاملين فيه وضع إستراتيجيةمعينة لتوجيه هذا الإنفجار إعلاميا: يحقق هدف المرسل، ويوّظف الوسيلة، ويعّمق أثر الرسالة، ويشبع رغبة المتلقي، ويعود بالصدى واضحاً مميزاَ.
وأكد في محاضرته: إن أخلاقيات الإعلام لم تكن في مرحلة ما بطراً أو لهواً بل هي دعامة مهمة جداً في ترتيب العمليات الإعلامية وما ينتج عنها من آثار إجتماعية أو سياسية أو فكرية، ووفق هذا المبدأ نفترض كما يفترض غيرنا : إن الإعلام الرقمي وهو يكتسي بعجالة فائقة السرعة حلته الجديدة الزاهية، عليه أن يضع في إعتباره ضرورة الأخذ بهذه الأخلاقيات لا بكونها مكملات مظهرية بل هي جوهر مهم في شخصيته.
واختتم الزيدي كلامه: ما تقدم يوجب على الدول الإسلامية أن تفكر بعمق في الإشكاليات التي يطرحها مجتمع المعرفة، وبالمستلزمات الضرورية التي يجب أن تسهر على توفيرها حتى تشارك في هذا المجتمع، وليست متفرجة تتلقى ولا تحرك ساكناً، فعلى الدول الإسلامية: بضرورة وضع إستراتيجيةمعلوماتية على مستوى كل دولة، ثم على مستوى العالم الإسلامي ككل، والمنظور الإستراتيجي هذا يجب بطبيعة الحال النظر إليه في إطار التنمية الشاملة، بمختلف أبعادها ووفق ظروف هذه الدول.
ويذكر إن إسبوع الثقافة الإعلامية يشارك فيها عدد من الباحثين العراقيين، في إطار تظاهرة علمية فكرية ومن جامعات عراقية مختلفة.