نظم منبر العلوم الإسلاميّة للثّقافة والمعرفة ندوته الدّوليّة الثّانية عشرة، (طقوس شهر رمضان بتونس الخضراء عبادات وعادات)، ضيف فيها الدكتور إبراهيم بن أحمد من تونس، والكاتبة القيروانية المقيمة بعمان رحمة البحيري، وأدارها كلا من أ.د ثائر الشمري، وأ.م. د صفاء عبد الله برهان.
الأستاذة البحيري قدّمت محاضرة (رمضانيّات تونسنا البيّة / القيروان أنموذجا). ذكرت بوادر دخول سيدي رمضان، كما يسميه التونسيون الذين يسارعون لاستقباله مكرمين له، ولاسيما وقت “العواشر” من شعبان الذي يخصون، بقولهم: (عيب عواشر! استغفر الله عواشر! فك عليك عواشر! عواشر، سيدي رمضان على الأبواب). وتحدثت عن أثر الأمهات إلى باعة التّراثيّات بأصولها الأندلسيّة والعبّاسيّة والأمازيغية. وحراك المنزل التّونسي منذ مشاهدة هلال الشهر الى رحيله. مبينة اتفاق ولايات تونس الأربعة والعشرين في عموميات الشهر، وتنوعها في الجزئيات، واتّخذت القيروان أنموذجا لحديثها؛ بوصفها عاصمة الثّقافة الإسلاميّة في إفريقيا، ولروحانيّاتها الدّينيّة، فأخذت بمفرداتها الحاضرين إلى أجواء ولايتها، حيث جامع عقبة بن نافع، و “السيّد الصّحبي” أي مقام أبي زمعة البلوي، وأسواقها العتيقة، وأفرانها ذات الخبز المشهور، وحمّامات الرّجال، وأثر ذلك في مضي وقت الصيام.
الكاتبة البحيري اختتمت الحديث بكيفيّة توديع سيدي رمضان ، واستقبال العيد، ذاكرة عادة جميلة تتميّز بها القيروان يوم العيد؛ وهي “حق الملح”، فبعد الانتهاء من الصّلاة، و زيارة المقابر، يعود الزّوج إلى منزله، فيطرق الباب، وتفتح له زوجته، فيهنّئها، ويطلب منها كوب ماء أو قهوة. تقدّمها له في طبق نّحاس، وبعد أن يشربها، يرجع لها قطعة من الذّهب في الكوب، اعترافا منه لجهودها المضنية طيلة صوم سيدي رمضان.

Comments are disabled.