نظمت وحدة التعليم المستمر في كلية العلوم الاسلامية بجامعة بغداد بالتعاون مع قسم الاديان المقارن دورة تدريبية بعنوان ” النافلة في النبوات –قراءة جديدة في النص القراني.” على قاعة العلماء .
وكان الهدف من الدورة التي حاضر فيها الدكتور حليم عباس التدريسي في قسم الاديان هو التعريف بالنبوة التي تعد وظيفة الهية وسفارةٌ ربانيةٌ يجعلها الله تعالى لمن يختاره من عباده الصالحين فيرسلهم إلى سائر الناس لغاية ارشادهم لما فيه منافعهم ومصالحهم في الدنيا والاخرة، واتفق الشيعة مع المعتزلة باعتبار ارسال الانبياء واجب بالحكمة الالهية لقاعدة اللطف ، لان المؤمنين ما كانوا يؤمنوا بغير بعثة الأنبياء، في حين خالفوا الاشاعرة الذين قالوا بان انبعاث الرسل من القضايا الجائزة لا الواجبة ولا المستحيلة.
وتناولت الدورة معنى النافلة التي وردت في قوله تعالى:( وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً ) منطلقا في بيان القراءة الجديدة فيها من الحكمة الالهية بلزوم من بعثة الانبياء لقاعدة اللطف التي يمكن أن يستدل بها بان تكون هناك نبوة ممهدة للنبوة المرادة لله تعالى بحسب الحكمة الالهية، والخلاف بين العدلية والاشاعرة في دليل ابتعاث الانبياء، ليخرج بقول ثالث يوفق بين القولين.
فتحصل القول أن كل النبوات السابقة على نبوة نبي الاسلام محمد بن عبد الله ( صلّ الله عليه واله) كلها من نسل اسحاق ويعقوب ( عليهما السلام) وكلاهما بحسب التقريب والتفسير نافلة وهي الزيادة فنقول كل الانبياء بني اسرائيل هم زيادة على النبوة الاصيلة في الحكمة الالهية وهي نبوة الاسلام التي لم تكن من نسل هذه النافلة أي من يعقوب ( عليه السلام) والتفريق في السلسلة النسبية غير بعيد كونه ناظر الى هذا الغرض الالهي الاسمى فتكون نبوات بني اسرائيل نبوات مستحبة أو جائزة بحسب رأي الاشاعرة.
ومن هنا وفق المحاضر بين الاشاعرة والعدلية ( الشيعة والمعتزلة) بأن يقول هناك نبوة واجبة وهي تنحصر في نبوة الاسلام وهناك نبوة جائزة أو نافلة وهي نبوة الانبياء السابقين، هذا بحسب الحكمة الالهية الازلية في علمه عز وجل.

Comments are disabled.