في خطوة تفتح آفاقاً جديدة لدراسة معجزات القرآن الكريم، قدمت الدكتورة سارة كاظم عبد الرضا، التدريسية في كلية العلوم الإسلامية، بحثاً متميزاً في المؤتمر العلمي الدولي السادس حول “التجديد في ميادين البحث العلمي وتحديات الواقع الراهن”، الذي عقد في تونس.
ركز البحث على دور علامات الإعراب في تشكيل المعنى وإبراز الجماليات اللغوية في القرآن الكريم. واستطاعت الدكتورة سارة، من خلال دراسة تطبيقية لنصوص قرآنية مختارة، أن تكشف عن حقيقة مهمة: أن الإعراب ليس مجرد قواعد نحوية، بل هو أداة فنية دقيقة يستخدمها القرآن لتوصيل معانيه بدقة متناهية.
وأكدت الدراسة أن العرب قديماً كانوا يدركون تماماً أهمية المعنى في اللغة، وأنهم كانوا يختارون الكلمات والعبارات التي تحمل أكبر قدر من الدلالة والمعنى، كما أشارت إلى أن المعنى ليس مقصوراً على الكلمة الواحدة، بل يتشكل من خلال التفاعل بين الكلمات في الجملة والسياق العام للنص.
توصل البحث إلى مجموعة من النتائج المهمة ، منها أن المعنى في القرآن الكريم هو نتاج تفاعل دقيق بين الكلمات والإعراب والسياق، وأن هذا المعنى يتغير ويتطور حسب فهم المتلقي وتفاعله مع النص.
وبناءً على هذه النتائج، أوصت الدكتورة عبد الرضا بضرورة تكثيف الجهود البحثية في مجال دراسة خطاب القرآن الكريم، والتركيز على جوانبه اللغوية والمعنوية. كما دعت إلى إجراء المزيد من الدراسات التطبيقية على نصوص قرآنية مختلفة لتعميق فهمنا لهذا الكتاب العظيم.
حظي البحث بإعجاب وتقدير الحضور في المؤتمر، الذين أشادوا بأهميته واصالته. كما لاقى البحث اهتماماً كبيراً من قبل الباحثين والمهتمين بشؤون القرآن الكريم، مما يؤكد أهمية هذا النوع من الدراسات في إثراء المعرفة الإنسانية.
من المتوقع أن يساهم هذا البحث في فتح آفاق جديدة لدراسة القرآن الكريم، وأن يشجع الباحثين على تبني منهجيات جديدة في دراسة النص القرآني كما أنه من المتوقع أن يؤدي إلى ظهور أجيال جديدة من الباحثين المهتمين بدراسة معجزات القرآن الكريم.
Comments are disabled.