في إطار دورها الريادي في صناعة الوعي المدني اختتمت كلية العلوم الإسلامية بجامعة بغداد أعمال ورشة العمل المتخصصة التي حملت عنوانًا نوعيًا: “الشباب والقيادة المجتمعية في الدفاع عن حقوق الإنسان” وقد جرت هذه الفعالية الأكاديمية رفيعة المستوى برعاية عميد الكلية الأستاذ الدكتور نعمة دهش فرحان وهي ثمرة تعاون بنّاء بين وحدة حقوق الإنسان و قسم الأديان المقارنة.

انطلق الهدف المحوري لهذه الورشة من قناعة راسخة بضرورة الانتقال من مفهوم الوعي إلى مفهوم “المدافعة الفعالة” وقد سعت الورشة إلى تأهيل الشباب ليصبحوا قادة مجتمعيين قادرين على قيادة خط الدفاع الأول عن مبادئ حقوق الإنسان كما ركزت المحاضرة التي قدمتها المدرس المساعد م.م. إسراء خلف كريم على وسم هذه القيم وجعلها جزءاً أصيلاً من الهوية الشبابية والمؤسسية وهذا يمثل تأكيداً على أن الدفاع عن الحقوق يتطلب أدوات تواصل حديثة ومؤثرة.
وفي ضوء المداولات الأكاديمية والمجتمعية الثرية أصدرت الورشة حزمة من التوصيات التي تكتسب صفة الوثيقة التنفيذية للإعلام الحقوقي حيث تم الإعلان عنها كالتالي:إن المطلب الإلحاحي يتمثل في تكريس برامج تدريب متقدمة لـصقل مهارات الشباب في فنون المرافعة والمدافعة الحقوقية وهو ما يضمن تحويل الوعي إلى طاقة تأثير مجتمعي ملموسة.
كما اكدت الورشة أهمية إطلاق منصات حوارية مشتركة بين الأديان تحت إشراف قسم الأديان المقارنة بهدف “ترسيخ” ثقافة التسامح والتعايش وبالتالي تحصين المجتمع ضد خطاب الكراهية الذي يعد انتهاكًا جوهريًا للحقوق.
وفي خطوة نحو المستقبل دعت الورشة إلى توجيه الاستثمار الإعلامي نحو تمكين المبادرات الشبابية التي تستخدم تقنيات الوسائط الرقمية والذكاء الاصطناعي في تعزيز ونشر الوعي بحقوق الإنسان لتكون بمثابة جسر إعلامي يصل رسالة الجامعة للعالم.
أخيرا تضمنت الوثيقة التزاماً بـ إنشاء آلية إعلامية متخصصة لتوثيق ورصد قصص النجاح للشباب المدافعين عن حقوق الإنسان وهذا بهدف تغذية الرأي العام بنماذج إيجابية تُلهم الآخرين وتُعزز الانتماء للقيم الإنسانية النبيلة.

بهذه التوصيات ذات البعد الإستراتيجي تؤكد كلية العلوم الإسلامية بجامعة بغداد ريادتها في دمج الرسالة الأكاديمية مع المسؤولية المجتمعية مُعلنة بذلك عن مرحلة جديدة من “قيادة المبادرة” في الدفاع عن كرامة الإنسان وحقوقه.

Comments are disabled.