في إطار جهودها المتواصلة لتعزيز الثقافة الوطنية اختتمت كلية العلوم الإسلامية في جامعة بغداد فعاليات ندوة علمية متخصصة برعاية عميد الكلية الأستاذ الدكتور نعمة دهش فرحان ونظمتها وحدة الشؤون العلمية بالتعاون مع قسم اللغة العربية. الندوة التي عُقدت حملت عنوان: “التراث الشعبي مصدراً لترسيخ الهوية الوطنية” حيث حاضر فيها الأستاذ الدكتور علي حداد حسين،وأدار الجلسة الأستاذ الدكتور عبد الرحمن مرضي علاوي، في قاعة الفراهيدي.
وقد استهدفت الندوة بشكل أساسي تعميق الوعي بالدور المحوري للتراث الشعبي كركيزة أساسية لبناء الشخصية الوطنية وحمايتها من التحديات الثقافية المعاصرة. وتبعاً لذلك، خرجت الجلسة بمجموعة من التوصيات الرامية إلى تفعيل هذا الدور في الواقع العملي والأكاديمي.
وفي هذا الصدد دعت التوصيات الختامية إلى دمج محاور التراث الشعبي الأصيل في المناهج الدراسية والأكاديمية لضمان استدامة الوعي بالهوية لدى الأجيال الشابة إضافة إلى ذلك شددت الندوة على ضرورة تشجيع ودعم البحوث الأكاديمية التي تتناول تفكيك وتحليل عناصر هذا التراث وتأثيرها في صياغة الخطاب الوطني الموحد.
ولم يقتصر الأمر على الجانب الأكاديمي بل أوصت الندوة بـ تفعيل دور المؤسسات الإعلامية والثقافية لإنتاج محتوى جاذب وراقٍ يعتمد على المأثورات الشعبية لتعزيز قيم المواطنة والانتماء وأخيراً دعت الجهات المعنية إلى إنشاء قاعدة بيانات وطنية شاملة لجمع وتوثيق وحفظ عناصر التراث الشعبي المادي وغير المادي المهدد بالاندثار.
وفي الختام أكد القائمون على الندوة على ضرورة استمرار عقد مثل هذه الملتقيات الفكرية مشددين على التزام جامعة بغداد بدورها الريادي في خدمة المجتمع والمساهمة الفاعلة في صيانة الذاكرة الوطنية وتقديم الحلول العلمية وقد لاقت الندوة حضوراً واهتماماً واسعاً من مختلف الأوساط مما يظهرأهمية الموضوع المطروح وتأثيره العميق في الوجدان العراقي.
