ضيفت قناة العراقية الفضائية أستاذ الادب الأندلسي المساعد بقسم اللغة العربية، الدكتور صفاء عبد الله برهان، في تغطية أندلسية ببرنامج (فضاءات إسلامية)، الذي يعده ويقدمه الأستاذ الدكتور فراس صلاح العتّابي.
التغطية الأندلسية التي حملت عنوان (الأندلسيون المدجنون.. تاريخ لم يكتب وشعب لم ينصف)، تحدثت عن نشوء هذه الشريحة المسلمة بالأندلس، بعد انكسار الجيش الموحدي في معركة العقاب سنة ٦٠٩هج، وسقوط المدن الاندلسية الواحدة تلو الأخرى، بيد مملكتي قشالة وأراغون، وقتها بدأ تدجين (ترويض) الأندلسيين، الذين بقوا تحت حكم تينيك المملكتين، فضلا عن مملكة نافارا، والخضوع لقوانين المحتل، ومنها سكنهم في أحياء خاصة، عرفت بالمورية (المسلمة)، وحصرهم في أحوال اجتماعية واقتصادية صعبة، وقد تعرض الدكتور برهان لبيان مآثرهم الدينية، كما ذكر نشاطاتهم طيلة قرون ثلاثة، مثلت عصر المدجنين، ومما استشهد فيه نونية أبي الطيب الرندي (ت ٦٨٥هج)، التي حكت أحوالهم، كذلك عرض لأهم رحلتين وصلتنا من ذلك العصر ، وهما رحلة الحاج المدجن (أبو عبد الله ابن الصبّاح) في القرن الثامن الهجري، ورحلة (عمر بتون) في القرن التاسع الهجري، وبين أن المدجنين، تحدثوا باللغة الأعجمية، وكتبوا بها تراثهم؛ لأنهم جلهوا لغتهم العربية، بعد هجرة العلماء، وتعطيل مدارس العربية، نتيجة الاحتلال، مذكرا بالأثر الكبير لمتعهد تلك اللغة، وهو الفقيه الكبير عيسى بن جابر الشقوبي، فقيه مدينة شقوبية بإقليم اراغون، وختم الحديث عن الفن المدجن في العمارة، الذي تفردت به تلك الشريحة، وكان موضه إعجاب المحتل، والذي استعان بهم، في بناء القصور والكنائس والصروح القشتالية والأراغونية.

Comments are disabled.