شارك رئيس قسم اللغة العربية الدكتور رياض ساجت في المؤتمر العلمي الدولي للاحتفاء باللغة العربية الذي أقامته جامعة الكوفة.
المشاركة تمثلت في بحث تقدم به الدكتور ساجت، والمعنون ( معجم الحقل الدلالي لألفاظ التعليم في القرآن الكريم / حرف الألف). والذي تعرض إلى تعريف استيفان اولمان للحقل الدلالي، وجوست تراير بورزيغ سنة1931، والذي فُتح الباب واسعا لنظرية جديدة في اللسانيات هي نظرية الحقول الدلالية, وإن لم يكن هو الذي صاغ هذا المصطلح فإنما يظهر فضله في المناظرات والدراسات التي قدمها في الجزء النظري من كتابه مستخلصاً أن التغير الدلالي الذي حدث في الألفاظ المدروسة يعكس رؤية المجتمع للعالم في هذه المدة.
البحث بين أنه غلب على علماء العربية تسمية ما صنفوا في هذا المجال رسائل؛ فإنها إشارة واضحة على الاكتفاء بجزء من كلّ مجال من دون حصر متكامل ولا سيما أن انتاج الألفاظ لا يتوقف بما يجعل الباب مفتوحا للزيادة على كل ما يسبق في التصنيف، مثل مجال “خلق الانسان” وغيره. وقد احصى الباحث ألفاظاً تتعلق بالتعليم بطرف منها: (اثر , اجر, أصل, أمه, أول, بره (برهان) واقتضى البحث أن يكون في خمسة مباحث، تناولت في الأول منها مادة (اثر) ومنها قوله تعالى: {ائْتُونِي بِكِتَابٍ مِنْ قَبْلِ هَذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} , وفي الثاني (أجر) بما يؤسس لنظرية في علم الاقتصاد هي نظرية الأجور ومجالاتها المختلفة, والثالث (أصل) ومنها قوله تعالى: {تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا} بما يفتح مجالاً لتعيين الأوقات المناسبة للدرس، والرابع (أمه) لتتبع معنى الأمي والأميين وما لها من علاقة بالتعليم, والخامس (أول) ومنها قوله تعالى: {وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ} بما يتيح لنا تتبع التأسيس الأول لعلم التفسير بوصفه تأويلاً, فإن لم يتح لي دراسة ألفاظ المجال الدلالي المقترح كله ودراسة العلاقات الدلالية بينهاـ ولعله يحتاج إلى كتاب برأسه فحسبي أن أكون ممن درسها في ميدان اللسانيات والحمد لله من قبل ومن بعد.