برعاية عميد كلية العلوم الإسلامية بجامعة بغداد، الأستاذ المساعد الدكتور نعمة دهش فرحان، وبالتعاون بين شعبة الإعلام ووحدات التعليم المستمر وتكنولوجيا المعلومات والمخطوطات، عقد منبر العلوم الإسلامية للثقافة والمعرفة محاضرة دولية إلكترونية بعنوان (المخطوط العلمي خصوصياته وعوائق تحقيقه). استضاف فيها كل من الأستاذ الدكتور يونس قدوري الكبيسي من كلية العلوم الإسلامية بجامعة بغداد. والأستاذ المساعد الدكتورة نصيرة عزرودي من جامعة الأمير عبد القادر الجزائري من جمهورية الجزائر.وقد أدارها كل من معاون العميد للشؤون العلمية ا.د ثائر ابراهيم الشمري ومدير شعبة الإعلام ا.م.د صفاء عبد الله برهان
في البدء تحدثت الدكتورة عزرودي عن خصوصية المخطوط العلمي من المخطوطات الأخرى، وبيان أهميته والجدوى من تحقيقه، مذكرة بصعوبته وضرورة إلمام أهل الاختصاص به لخصوصية مصطلحاته وتشعّبها، وعليه أضحى من الضروري التفات الجامعات إلى أهمية تقعيد هذا العلم كمادة أساسية، تُعطى للطلبة خاصة في مرحلتي الماجستير والدكتوراه. ثم بينت الهدف من تحقيق المخطوطات العلمية، وأكدت أنها تظهر في نقاط ثلاث وهي: الكشف عن الإضافة العلمية الأصيلة إلى العلم الذي تبحثه هذه المخطوطة. ودراسة المنهج العلمي الذي اتّبعه مؤلف المخطوطة. وإثبات أنّها تشكّل حلقة من حلقات تطور العلم، وأنّ مؤلفها يمتلك منهجا علميا جديرا بدراسته وتقديمه. بعدها تحدثت عن الهدف من تحقيق المخطوطات العلمية، وفوائد تحقيق التراث العلمي المخطوط، وشروط محقق المخطوط العلمي، وخصوصيات المخطوطات العلمية.
الدكتورة عزرودي خلصت إلى نتائج مهمة في محاضرتها، وهي: أنّ الاهتمام بنشر وتحقيق التراث العلمي العربي الإسلامي المخطوط في وطننا العربي يعاني من ثلاث مشاكل رئيسة: أولاها مشكلة اللغة، والثانية مشكلة الاختصاص، والثالثة مشكلة مصطلح العلم. كذلك يستطيع المحقق الكفء تجاوز القول بأن التطور الحاصل للعلوم حاليا يلزمنا بنبذ هذا التراث وراء ظهورنا. واخيرا النّص العلمي يحتاج في تحقيقه إلى عقليتين: عقلية المحقق الذي يقوم بإجراء مقابلات ومقارنات بين النسخ بعد جمعها وتحصيلها، وعقلية المتخصص في مجال المخطوط.
بعد ذلك جاء دور الاستاذ الدكتور يونس قدوري الذي ناقش المعوقات التي تواجه المخطوطات عموما، وعرض الى اسباب الضعف في تحقيق المخطوطات في الجامعات، وغياب التخصص في هذا الجانب، وغياب المنهج، وطالب في الوقت نفسه اصحاب القرار باضافة مادة المخطوطات الى الدراسات الاولية والماجستير، وبين من اين يأتي التخصص، وتوضيح الروافد التي من مخرجاتها يظهر صاحب الاختصاص، وبين كذلك مكانة المخطوطات واهميتها في العالم وبجامعات الدول المتقدمة.
هذا وقد التفت عميد الكلية إلى الدكتور قدوري مباشرة إلى جميع مقترحاتي.
Comments are disabled.