نظمت وحدة التعليم المستمر في كلية العلوم الإسلامية،  ورشة دولية بعنوان (رؤى بحثية وتوجهات عالمية). حاضرت فيها الأستاذ الدكتورة بشرى إسماعيل أحمد أرنوط؛ الأستاذ بجامعة الملك خالد بالمملكة العربية السعودية وجامعة الزقازيق بجمهورية مصر العربية. وأدارها علميا معاون العميد للشؤون العلمية والدراسات العليا الأستاذ الدكتور ثائر إبراهيم الشمري، وتقنيا السيدة غفران رزاق والسيد علي جاسب الموسوي. 

الورشة التي استمرت يومين تم الحديث في اليوم الأول بشأن مفهوم البحث النوعي، وخصائص البحث النوعي، وطرقه، والفروق بين البحوث الكمية والنوعية، والبيانات النوعية، وطرق جمع البيانات النوعية، وخطوات تحليل البيانات النوعية. 

 الدكتورة أرنوط ذكرت أن البحث النوعي، هو نوع من البحث الذي يقوم على الفلسفة البنائية التفسيرية، ويعتمد بيانات غير منظمة وغير رقمية، وقد تأخذ البيانات شكل ملاحظات ميدانية، كتبها الباحث في سياق الملاحظة أو المقابلات أو التسجيلات الصوتية أو تسجيلات الفيديو، وهو ما يقوم بها الباحث في الأماكن الطبيعية أو المقابلات والوثائق بمختلف أنواعها (المتاحة للجمهور أو الشخصية؛ الورقية أو الإلكترونية؛ المتاحة بالفعل أو المستنبطة من قبل الباحث) وحتى المصنوعات المادية الملموسة. 

 الدكتورة أرنوط ذكرت أن البحث النوعي، يسمى أحياناً البحث الكيفي Qualitative Researcعh، يقدم فيه الباحث فهما متعمقا وتفسيرا شاملا لمجال البحث الموضوعي. ولا يتم التوصل فيها إلى تفسير البيانات والنتائج بالطرق الرقمية والإحصائية، بل بمفردات اللغة الطبيعية والجمل الإيضاحية. ويستخدم البحث النوعي عادة في المجالات التي يرى فيها الباحث أن المقاييس الكمية والإحصائية، لا تستطيع تأمين وصف وتفسير واف للمشكلة. وأن بدايات تصميم البحث النوعي في علم النفس، إذ تضمنت محاولات فرويد وبياجيه كمطورين للطريقة النوعية، بتطبيقهم طريقة دراسة الحالة والملاحظة والمقابلة المتعمقة؛ لبناء نظرياتهم في النمو الإنساني. في أوائل القرن العشرين، رفض بعض الباحثين الفلسفة الوضعية في البحث العلمي، والفكرة النظرية القائلة بوجود عالم موضوعي يمكننا جمع البيانات منه و “التحقق” منه من خلال الملاحظة والتجربة. ومن ثم تبنى هؤلاء الباحثون نموذجا بحثيا نوعيا، يقترحون فيه أن معظم البنى النظرية، تنطوي على عملية تحليل وفهم نوعي، وبناء المفاهيم. ولقد انتشرت البحوث النوعية في السنوات الأخيرة، لعدة أسباب منها: وضوح الفروق بين الظاهرة الطبيعية عن الاجتماعية تماما، تعقد الظاهرة الاجتماعية ودراستها يحتاج لمنهج جديد، أزمة المنهج في العلوم الاجتماعية، الرغبة في البحث عن العلاقة السببية المتعمقة، بدلا من السببية السطحية. كذلك تناولنا خصائص البحث النوعي، وأهم خصائص الباحث النوعي. كما دار الحديث حول تصميمات البحوث النوعية الاثنوجرافية، النظرية المجذرة، الفينومنولوجي، القصصي أو السردي وغيرها، في شرح مستفيض لأهداف، أدوات جمع البيانات، متى يستخدم، خطوات، والأنواع الفرعية المختلفة، ومميزات وعيوب كل منها. 

   على حين تم الحديث في اليوم الثاني عن مفهوم وخصائص البيانات النوعية، وطرق جمع البيانات النوعية مثل: المقابلة، والملاحظة، والجماعات الحوارية، والسجلات والوثائق، وتحليل المحتوى وغيرها. ثم تطرقت الباحثة لمميزات وعيوب البيانات النوعية. كما تناولت خطوات تحليل البيانات النوعية بالتفصيل، ومعرفة متى يبدأ الباحث في تحليل بياناته النوعية، وتعريف تحليل البيانات النوعية، وخطواته بدءا من تنظيم البيانات، وتصنيفها، وتسجيل الملاحظات، وتحديد الأنساق والأنماط، وصياغة نتائج البحث والتحقق منها، وكتابة تقرير البحث ومكوناته. ثم الأخطاء التي يقع فيها الباحثين أثناء عملية تحليل البيانات، وكيفية التغلب عليها ودور برامج الكمبيوتر المساعدة في التحليل النوعي للبيانات. والمصداقية والموثوقية في البحوث النوعية، تناول أنواع الصدق والثبات النوعي، ومؤشرات الثبات، وكيف يستطيع الباحث النوعي تحقيق المصداقية والموثوقية في دراسته. 

وفي ختام هذا اللقاء تناولت الباحثة، رؤى بحثية جديدة والتوجهات العالمية في مجال البحث النوعي، وعرض عدد من العنوانات المقترحة للدراسة، تفيد أعضاء هيئة التدريس وطلبة الدراسات العليا وتفتح لهم آفاق بحثية جديدة.

Comments are disabled.