نظمت وحدة التعليم المستمر ، محاضرة بعنوان (الإحكام الفقهية في عمارة المساكن)، حاضر فيها رئيس قسم الحضارة والآثار الإسلامية، الأستاذ الدكتور خليل حسن الزركاني، وأدارها معاون العميد للشؤون العلمية والدارسات العليا الأستاذ الدكتور ثائر إبراهيم الشمري.
الدكتور الزركاني شعر محاضرته ببيان اعتماد فقهاء المسلمين في تناولهم أحكام العمران والبنيان في المدينة الإسلامية على قول الله تعالى: ﴿خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ﴾. كذلك على قول رسول الله صلى الله عليه وآله: (لا ضرر ولا ضرار). وبين أن قاعدة لا ضرر ولا ضرار، احتلت بابا واسعا في فقه العمارة الإسلامية .
بعد ذلك تناول في محاضرته محاور متعددة، ومنها الحديث عن مبدأ الجيرة وأحكام الضرر في عمارة المساكن، وموقف المذاهب الفقهية المجمع على منع الأضرار المتنوعة مثل كشف الجيران، وحجب الضوء عن الجار، و بث الروائح والأصوات، وتلوث المياه، والدخان والأتربة. ثم تناولت المحاضرة الجدار والصور الإنشائية له وعائديته، وكيفية تقديم ابن الرامي اللخمي(ت 734هـ) _في كتابه (الإعلان في أحكام البنيان)_ لتصور الجدار والمقاييس والمعايير التي ترجح عائديته بين الجيران. بعد ذلك تناول الإحكام الفقهية في أنظمة الطرق في المدينة الإسلامية، وموقف المذاهب الفقهية من التجاوز على الطرق العامة والمعالجات الفقهية في التجاوزات على الطرق الخاصة.
وفي الختام أكد الدكتور الزركاني أن كل المذاهب الإسلامية اجتمعت على منع الضرر في كل التكوينات الحضرية في المدينة الإسلامية، واثبت المحاضر نقطتين أساسيتين هما:
1- ان الفقه الإسلامي فقه متجدد منسجم مع طبيعة العصر وليست له إحكام جامدة.
2- أن هذه المذاهب مهما تعددت في مسائلها فإنها تتوحد من أجل فعل الخير وهي بمثابة باقة ورد ملونة تبعث رائحة عطرة وتسر الناظرين بمنظرها الرائع الجميل
Comments are disabled.