نظم منبر العلوم الإسلامية للثقافة والمعرفة ندوته الدولية السابعة، تحت عنوان (الإسلام بجزر البليار.. تاريخا وأدبا). والتي حاضر فيها كل من الأستاذ المساعد الدكتور رضا هادي عباس من العراق، والدكتورة رشأ الخطيب من الأردن، والدكتور احمد عبد المقصود من مصر. وأدراها علميا كلا من معاون العميد للشؤون العلمية والدراسات العليا الأستاذ الدكتور ثائر إبراهيم الشمري، ومدير شعبة الإعلام والعلاقات العامة الأستاذ المساعد الدكتور صفاء عبد الله برهان، وتقنيا مسؤولة وحدة تكنلوجيا المعلومات المهندسة منتهى كاظم.
في البدء شرعت الدكتورة رِشأ الخطيب بورقتها البحثية (التعريف بالحركة الأدبية في جزائر الأندلس الشرقية “البليار”)، خلصت فيها إلى أن الأدب في البليار هو امتداد للأدب بالأندلس، وإلى غنى الحركة الأدبية فيها؛ لرعاية حكامها كمجاهد العامري، وسعيد بن حكم القرشي، وللتراجع السياسي بالأندلس بعد الفتنة بقرطبة سنة 399، ما دفع بالكثير من أعلامها إلى هجرتها ، والمرور باللبيار أو الاستقرار بها. وذكرت أعلامها الأصلاء: الشاعر ابن اليمان اليابسي، والمؤرخ الحميدي الميورقي، والشاعر ابن عشير اليابسي، ومن الوافدين عليها كالشاعر ابن دراج القسطلي، ثم ابنه الفضل، والفقيه ابن حزم، وابن عبد البر القرطبي، وابن اللبانة الداني، والشاعر ابن سهل الإسرائيلي، ومن أهل صقلية أبو العرب الصقلي والشاعر ابن حمديس، ومن أهل المشرق أبو العلاء صاعد البغدادي.
بعد ذلك جاء دور الدكتور أحمد عبد المقصود، الذي قدم ورقة بحثية بعنوان (ملامح من الحياة العلمية بجزر البليار)، أكد فيها أن تلك الجزائر احتلت مكانة علمية بين أقاليم غرب العالم الإسلامي في العصور الوسطى، بخاصة القرن الخامس الهجري، للدعم السياسي الذي تلقاه العلماء من أهالي جزائر البليار أو من الوافدين إليها، عقب فتنة قرطبة، فوفد اعلام منها فرادا أيام مجاهد العامري 405هـ، والذي كان يحب العلم و يشجع عليه، هو ومن جاء من بعده من حكام، كما كان للمناظرات الفقهية و الفكرية، و للرحلات العلمية إلى المشرف، أثر في الازدهار العلمي، فأسهم علماء البليار الذين كانوا تلامذة ثم أصبحوا أساتذة، في تمدن الحضارة الحديثة وقتذاك، لأن اللبنات الأولى فيها لم تكن إلا من نتاج هذه العلوم التي خرجت عن علماء المسلمين بالأندلس و المغرب و المشرق.
مسك الختام كان مع الأستاذ المساعد الدكتور رضا هادي عباس، الذي تقدم بورقته البحثية (المجال الجغرافي والتاريخي للجزائر الشرقية “البليار” تاريخاً وأدبا). تحدث في المبحث الجغرافي عن أهمية الموقع الجغرافي لجزائر البليار. وعرض مساحتها والكثافة السكانية وأهمية الموارد الاقتصادية فيها. وسرد طبيعتها مع بقية الجزائر التي وصلها الإسلام، حيث جزائر صقلية، مالطة، كرين، سردينيا، كوريسكا وردوس. وتناول المحور التاريخي: أهم المحطات التاريخية لهذه الجزائر والصراع الحضاري السياسي والحروب البحرية؛ واستهدافها من قبل القوى البحرية في حوض البحر المتوسط، ومنها الدولة البيزنطية والرومانية والفرنجة والممالك النصرانية بشمال اسبانيا وصراعهم مع الدول العربية الإسلامية بالأندلس والمغرب. ثم عرض اهم المحطات التاريخية، منذ مرحلة الاستطلاع إلى مرحلة الفتح والاستقرار من بداية 82 هـ حتى سقوطها سنة 686هـ.
Comments are disabled.