عقد منبر العلوم الإسلامية للثقافة والمعرفة ندوته الدولية العاشرة، الموسومة (الفلسفة والبديل الإسلامي الحضاري المعاصر)، وقد استضيف فيه كلا من أ.د فوزي العلوي من جامعة الزيتونة بتونس، و د. الطاهر الشريف من جامعة باتنة 1 الجزائر، وأدارها علميا ا. د ثائر خضير الشمري أ.م.د صفاء عبد الله برهان، وتقنيا المهندسة منتهى كاظم.
الندوة عرضت موضوعا راهنا، وهو تحول الامبريالية الغربية إلى صيغتها المعاصرة وهي الثقافة الاستهلاكية، حيث انتقالها من مرحلة الاستيلاء على المقدرات والخيرات جغرافيا، بعدما كانت مؤسسة معرفية، تقف وراءها رؤية للعالم والكون، هذه الرؤية نتجت عن تطور الحداثة وتمركزاتها، وذلك بظهور مركزيتين الأولى حول لوغوس الذات وهو افرز تضخم الأنا الغربي وانطلاقها لاحتلال العلم، والتمركز حو الطبيعة الذي حول الإنسان إلى طبيعة وانتج حربين مدمرتين هما العالمية الأولى والثانية، ومع ما بعد الحداثة ظن الكثيرون من بينهم ادوارد سعيد انتهاء الكولونيالية، لكنها تجددت مع هذه الفلسفة، فسعت إلى تفكيك المثل العليا لتحول العالم إلى سلعة استهلاكية، تتحكم فيه الشركات الكبرى. وهنا نجد في الإسلام البديل الأخلاقي لمواجهة هذه الامبريالية، وهو في الاخلاق الرحمانية ووظيفتها التقوية، لأنها تحرر الإنسان من السلعة وتجعلها ما تحد اليد، فتحصن الإنسان من استعمار الأشياء له، ومن ثم تحريره من سلطة الشركات الكبرى.
Comments are disabled.