عقد منبر العلوم الإسلامية للثقافة و المعرفة، ندوته الدولية ١٨ بعنوان (اللغة العريية بين قيود التراث وانفتاح العالم الرقمي)، حاضر فيها كل من أ. د راتب سكر من كلية الآداب بجامعة حماة، وأ.د علي حلو من كلية العلوم الإسلامية بجامعة بغداد، وأدارها كل من أ.د ثائر خضير الشمري، وأ.م.د صفاء عبد اله برهان. و بجهود تقنية للسيد بارق الدباغ.
الندوة سلطت الضوء على موضوع غاية في الأهمية عالج قضية إدخال اللغة العربية الى العالم الرقمي، وإنهاء العزلة التي تعيشها العربية في ظل الرقمنة اللغوية، عن طريق الانفتاح على الآخر، ومحاولة إيجاد مجتمع لغوي قوي معرفيا مؤمن بالآخر؛ لترويج علومه وتصدير لغته إلى العالم، إذ إن اللغة الاقوى ليست بما تمتلك من خصائص لغوية ودينية، وانما هي مرتبطة بالمستوى المعرفي للناطقين بها ومستوى انتاجهم العلمي.
في البدء تعرض الدكتور سكر إلى تاريخ اللغة العربية في مواجهة التحديات الانتقالية من الشفوي إلى الكتابي، ثم قرر أهمية ردم الهوة بين العربية والعالم الرقمي، باعتماد تقانات العالم الرقمي في الميادين المتنوعة، ولاسيما الوظائف التي تعاضد التفكير البشري، وبين أن لغات عالمية أسهمت في ذلك كاليابانية والصينية والكورية والإنكليزية والفرنسية والروسية، ومن حق أصحاب العلوم والثقافات العرب التساؤل عن أسباب تأخر لغتهم القومية عن الإسهام في ذلك التأسيس، مع شعور بمرارة التخلف عن ركب إطلاق ظواهر تقانية ومعرفية لا بد منها لتحقيق معاصرة وحداثة ضروريتين، ووجود فاعل في معمورتهم التي غدت منجزاتها في هذا المضمار شرط وجود.
وبدوره أشار الدكتور الحلو إلى أن المشكلة ليس في تحديث العربية وتطويرها، لكن في الاتفاق على خطوات هذا التحديث، وكيفية وضعه موضع التنفيذ، علما أن تنفيذ هذا التحديث ليس من مسؤوليات الافراد، بل هو جزء من التخطيط اللغوي والسياسة اللغوية التي تضطلع بها الدول، وفي معرض ذلك دعا الحلو الجامعات والمراكز البحثية والمؤسسات المعنية؛ لأخذ دورها الحقيقي من أجل تبني مشروع يعالج انكماش العربية وضعف المحتوى الرقمي العربي على محركات البحث وانشاء مراكز تخصصية من شأنها زيادة حضور اللغة العربية في العالم الرقمي.

Comments are disabled.