عقد منبر العلوم الإسلامية للثقافة والمعرفة ندوته الدولية الرابعة والعشرين، تحت عنوان (التعريف القاموسي في ضوء النظرية المعجمية الحديثة)، استضاف فيها كل من الأستاذ الدكتورة هدى عمارة من جامعة وجدة، والأستاذ الدكتور علي حلو من جامعة بغداد. وادارها كل من ا. د ثائر الشمري وا. م. د صفاء عبدالله برهان. وذلك يوم السبت ١٥/ ١ / ٢٠٢٢.
الندوة أكدت أن التعريف عماد القواميس اللغوية؛ إذ يتولى الإفصاح عن معاني المفردات المنتظمة في قوائمها، وإماطة اللثام عن دلالاتها، ورفع اللبس الذي يعتريها ، ولهذا الركن من الصناعة القاموسية خصوصيته، لأنه ينشد تقرير الملموس الواقعي تارة، كما يتولى رسم الموجودات المجردة تارة أخرى.
ولا ينكر منصف ما قدمه علماؤنا الأجلاء القدامى للصناعة القاموسية جمعا وترتيبا وتعريف، غير أن الكمال صفة إلهية، وطبيعي أن يمس بعض النقص أي عمل بشري، ومن أجل تجاوز بعض الثغرات التي لوحظت على ركن التعريف في القواميس التراثية كالتعريف بلفظ وهو معروف، والتعريف الدائري، والتعريف بالإحالة، وغياب الدقة، والغموض، وإغفال الإشارة إلى المستويات اللغوية، فجاءت النظرية المعجمية الحديثة برؤية جديدة لركن التعريف تحصل بموجبه كل وحدة معجمية على بطاقة هوية تميزها عن غيرها، وهي (بطاقة) لابد من توافرها على وصف دقيق للجوانب الشكلية والدلالية للوحدة المعرَّفة، مستثمرة خصيصة التفرد التي تنماز بها الوحدات المعجمية ليغطي هذا الوصف الجانب الصوتي، والبنية الصرفية، والمعنى المعجمي، والانتماء المقولي، فضلا عن تحديد الجنس والعدد والتأريخ والسياقات.


