القى الاستاذ الدكتور خليل حسن الزركاني رئيس قسم الحضارة الاسلامية في كلية العلوم الاسلامية بجامعة بغداد محاضرتين علميتين الاولى كانت بعنوان (طرق البحث العلمية وكيف تكتب بحثا) والمحاضرة الثانية كانت بعنوان (هل هناك قطيعة بين الحوزة والجامعة) في جامعة ال البيت بقم في جمهورية ايران الاسلامية .
وتناول الزركاني في محاضرته الاولى تعريف البحث العلمي و طرق البحث العلمي، وقال ان معظم الأبحاث العلمية تشترك في طريقة البناء، وتتَّبع طرق البحث العلمي نفس المنهج والخطوات، التي يمكن عن طريقها الوصول إلى النتيجة النهائية بصورة إيجابية، غير أن كل بحث يتفرد بخصوصية الموضوع الذي يدور البحث أو الدراسة في إطاره، وطرق البحث العلمي تتمثَّل في طريقة التنظيم الخاصة بمناهج البحث العلمي، وذلك من أجل كتابة بحث بأسلوب جيد ومُنمَّق.
وتناول في محاضرته الثانية العلاقة بين الحوزة والجامعة، او بين اساتذة العلوم الدينية وبين اساتذة العلوم الاكاديمية ، وقال يعتقد البعض ان لهذه القطيعة اسباباً ذاتية، فالحوزة العلمية في توجهها الديني لا تقر بالمراكز الاكاديمية لانها تعتمد في طريقها الى اكتشاف الحقائق، على التحليل والمشاهدة والاستقراء والاستنتاج العيني، وهذا يشمل العلوم الطبيعية مثل؛ الفيزياء، والاحياء، والكيمياء، وايضاً؛ العلوم الانسانية مثل؛ علم النفس، وعلم الاجتماع، وعلم الاقتصاد وغيرها مما يصدق عليه بالعلوم التي تبحث فيما هو مادي ومحسوس، بينما الحوزة تعتقد أن العلم أكبر وأوسع من هذا بكثير، فهو في الوقت الذي له نصيب من الماديات، يشمل ايضاً ما وراء المادة، وما يتصل بالوجود والكون وعلل وجود الانسان في الحياة ومصيره ما بعد الموت، وهي العلوم التي – تقول الحوزة- تضمن للانسان السعادة الحقيقية في الدنيا والآخرة.
أما مأخذ الاكاديميين، ومنذ باكورة نشوء الجامعات في البلاد الاسلامية، أن العلوم الدينية التي تتحدث عنها الحوزة ورجالاتها لم تلامس الواقع الذي يعيشه الناس، فهي لم تكن مساهمة في تطور الزراعة والصناعة، ولا أسهمت في تطور المواصلات والاتصالات، وغير ذلك، ودليلهم في ذلك؛ أن حاجة الناس اليوم تتجه نحو الطبيب والمهندس والمحامي لتلبية احتياجاتهم الضرورية.
Comments are disabled.