ناقشت كلية العلوم الاسلامية بجامعة بغداد اطروحة الدكتوراه اتجاهات البحث اللسانيّ عند الفيرثيين العرب للطالب (صلاح فرحان شتيوي) من قسم اللغة العربية على قاعة آل البيت.
وتكمن اهمية البحث في انه يدرس موضوع الاتجاه البنيوي الذي صار يمثل الاتجاه الغالب على البحث اللغوي في النصف الأول من القرن العشرين، وإليه يعود الفضل في التأسيس المعرفي لعلم اللسانيات بضبط موضوعه وترتیب وجهات النظر فيه، وبناء بعض المناويل الناجعة في وصف مظاهر أساسية في الألسنة البشرية. وقد تحددت ملامح البحث اللغوي في النصف الثاني من هذا القرن بالنظر إليه؛ لذلك صارت الإحاطة بحصيلة هذا الاتجاه ضرورة؛ لأنّ المعرفة العلمية معرفة تاريخية تنطلق ضرورة من موروث تنقده وتعدله.
وخرجت الاطروحة بجملة من النتائج منها : إنّ أفكار فيرث قد أثرت في اتجاه الفكر اللغوي العربي الحديث تأثيرًا واضحًا لدى العرب الرواد، وبخاصة تمام حسان ونظريته، نظرية القرائن، وكمال بشر وتبنيه علم اللغة الاجتماعي. وإنّ التراث اللغوي العربي القديم من منظور تمام حسان لا يخلو من آثار فعلية للبحث اللساني، فاللغة سيميائية اجتماعية يجب دراستها وتفسير ظواهرها على هذا الأساس. ولقد جاءت مصطلحات لسانية مشتركة ومتداخلة بين هذا الاتجاه أو ذاك، وقد استطاعت الدراسة فض الاشتباه والاشتباك بين جوانب منها، مثل: البنيوية، والوصفية، والسلوكية، والتوزيعية. ولقد استطاع علم اللغة البنيوي أن ينتقل بالدرس والبحث اللغويين من المعيارية إلى الوصفية، واتخذ من دراسة العلاقات ووصفها وصفًا موضوعيًا، فلسفة عامة جمعت بين النظريات اللغوية المختلفة. ويكاد يتفق الفرثيون العرب الرواد على الدعوة إلى تبنّي المنهج الوصفيّ في البحث اللّغوي ورفض العيارية التي اصطبغت بها الدراسات التقليدية، بالإضافة إلى نقد جوانب من النظرية اللغوية القديمة، ويقوم هذا النقد على معايير أهمها إقصاء المعنى في دراسة الظاهرة اللغوية، واعتماد الشكل أساسًا لذلك، ورفض التعليل والتأويل الفلسفي والمنطقي.
وقد اجيزت الاطروحة بتقدير مستوف من قبل لجنة المناقشة المتكونة من الدكتور نعمة دهش رئيسا والدكتور مجيد خيرالله والدكتور علي حاتم والدكتور علي حلو والدكتور احمد خالد اعضاء والدكتور عماد علوان عضوا ومشرفا.
وحضر المناقشة الدكتور اركان رحيم جبر معاون العميد للشؤون الادارية لمتابعة الاجواء العلمية عن كثب.

Comments are disabled.