نشر للدكتور ياسين حسين الويسي التدريسي في كلية العلوم الاسلامية بجامعة بغداد بحثا مشتركا مع طالب الدكتوراه احمد جبار رشيد بعنوان (العقل في المعرفة الصوفية)في مجلةـ(journal of Namibin studies) في كينيا التي تدخل ضمن مستوعبات سكوباس .
البحث تناول لرمز الذي يعد من أهم الركائز في لغة التصوف التعبيرية ، إذ يتأسّس العمل بالرمز والاشارة على مبدا مهم جدًا وهو خوف الصوفييًن من نشرِ أفكارهم فَتُسْتَباَحُ دماؤهم. وقد يكون الرمز الصوفي رمزاً للشيء ولنقيضه معاً، فالموت مثلاً رمزٌ للحياة لأنّ المفهوم الصوفي للموت هو أنّه حياة أخرى، ولذلك يجد الصوفيون في الحزن فرحاً، وفي الشقاء سعادةً، وفي التعب راحة.
إنّ استقراء الرموز الصوفية من حيث صياغتها، ومادة تركيبها يكشِفُ عن ثلاثة أنواع رأى فيها الصوفيون طريقةً فُضلى في التعبير هي: الرمز الذهني، والرمز المادي، والرمز المجازي. فالرمز الذهني ليس رمزاً مفرداً ، بل تركيّباً لفظياً لا ينتمي معادله الموضوعي إلى الواقع، بل إلى الذهن، وتحديداً إلى اللقاء الذي يتخيّله الصوفي بينه وبين الله سبحانه والرمز المادي رمزٌ مباشر يقع غالباً في كلمة واحدة، فهو رمزٌ مُكثّف في بيانٍ موجز، أمّا الرمز المجازي فهو مجالٌ لتعدّد المعنى، والمجاز الصوفي حقيقة على صعيده الخاص يُحّول المعنى إلى مادة ، ويربط بين المرئي وغير المرئي وبين المعروف والمجهول
