ناقشت كلية العلوم الاسلامية بجامعة بغداد اطروحة الدكتوراه المنهج القرآني في تحصين الفكر الإنساني من الانحراف للطالب محمد إسماعيل هاشم من قسم العقيدة والفكر الاسلامي على قاعة آل البيت.
وتكمن اهمية البحث في انه يدرس موضوع ان للقرآن الكريم أهمية بالغة في نفس المسلمين؛ لذا لابد من الوقوف على كنوزه العظيمة, ودرره الكامنة والتي منها إبراز أسرار القرآن الكريم في التعامل مع مختلف شؤون الحياة, ومعرفة بيان تشخيصه وعلاجه للمشكل والأسباب التي تؤدي إلى ضعف الأمة الاسلامية وانكسارها, وغيرها من الكنوز التي يجب على كل مسلم أن يطلع عليها.
وخرجت الاطروحة بجملة من النتائج والتوصيات منها : يستمد المنهج القرآني مقوماته من المفاهيم القرآنية واللغوية لأنها الاساس في صياغة مفرداته, إذ ان الفلسفة الموجهة له والمحددة لأهدافه التي نشهدها اليوم هي نفسها التي كانت تحكم مناهجه على مر العصور التالية لصدر الاسلام, وان أول ضحايا التفكك الأسري هم أفراد الأسرة المفككة, فالزوج والزوجة يواجهان مشكلات كثيرة تترتب على تفكك أسرتهما, فيصابان بالإحباط وخيبة الأمل وهبوط في عوامل التوافق والصحة النفسية, والآثار الأكثر خطورة هي تلك المترتبة على أولاد الأسرة المتفككة لاسيما إن كانوا صغاراً في السن, وبالنتيجة فان هذا الواقع الأسري يؤدي الى إنشاء جيل غير مستقر يحس بالتوتر الاجتماعي وعدم الاعتماد على الأسرة. ويُعد فساد البيئة العلمية من أخطر الانحرافات الفكرية في المجتمع؛ لأنه أكثر خبثاً من القطاعات الأخرى، إذ يسري في جسد الامة المستهدفة كالسم, فيتسم ظاهراً بالعلم والمعرفة, والواقع التطبيقي يشير الى الانحدار والتسافل, فهو بذلك يؤدي الى ضرب المنظومة الفكرية للامة, والتي تعد الركيزة الأساسية لبناء المجتمع, وهذا ما يجعلها, والامة المستهدفة متأخرة في جميع الميادين وعلى كافة الاصعدة, وعلى الشعوب المستهدفة ان تستفيق من غفلتها, وتعمل على كسر القيود والاغلال التي وضعها الاعداء لتبدأ من جديد.
اوصى الباحث اعتماد المنهج القرآني في التغيير والإصلاح بشكله الشمولي, لأن التعامل به يعكس الجوانب الفعالة والحية في المجتمع من خلال تطبيقاته المنهجية, تبني الوسطية والاعتدال في التعامل مع مختلف شؤون الحياة, وبعيداً عن الافراط والتفريط, وانطلاقا من مبدأ القرآن الكريم لا ضرر ولا ضرار. وتفعيل ثقافة القرآن الكريم في الاوساط الشبابية ولاسيما البيئة التعليمية, ايضا بناء الأسرة على أسس إسلامية صحيحة لضمان المجتمع الصالح. ومحاربة الظواهر السلبية وذات المحتوى الهابط بسلاح فكري يستمد مقوماته من التشريع الاسلامي, والمحافظة على الشعائر الدينية وعدم المساس بها لمختلف المذاهب والديانات, وذلك اتباعا للمنهج القرآني.
وقد اجيزت الاطروحة بتقدير مستوف من قبل لجنة المناقشة المتكونة من الدكتور خليل حسن رئيسا والدكتور زين العابدين عبد والدكتور ثائر ابراهيم والدكتور احمد وحيد والدكتور احمد صباح اعضاء والدكتور عمار باسم عضوا ومشرفا.
وحضر المناقشة الاستاذ الدكتور نعمه دهش فرحان عميد الكلية ومعاونه الاداري الدكتور اركان رحيم جبر لمتابعة الاجواء العلمية عن كثب.
Comments are disabled.