ناقشت كلية العلوم الاسلامية بجامعة بغداد رسالة (المبهمات في الحديث النبوي الشريف الموطأُ انموذجا دراسة تركيبية دلالية) للطالب محمد حميد حمد قسم اللغة العربية على قاعة العلماء.
وتكمن اهمية البحث في انه يدرس ظاهرةٍ مميزة في النحو العربي، ألا وهي ظاهرة المُبهمات، وهذه الظاهرة تدور بين المعنى والدلالة للألفاظ، وتتنوع هذه الظاهرة بين الألفاظ والتراكيب, وقد خصصتُ دراسةَ هذه الظاهرة في كتب الحديث النبوي الشريف، وحددت كتاب الموطأ للإمام مالك 179هـ مثالًا للدراسة، متنا وشروحًا للأحاديث في الموطأ، وذلك لأَنَّ الشراح للأحاديث قد يُشيروا إلى مناسبة تلك الأحاديث، أو بيان خصائصها الدلالية، لكن ينبغي التنبيه على مسألة مهمة، وهي أَن شروح كتاب الموطأ لم تهتم بالجوانب اللغوية ، كما اهتم شراح بقية كتب الحديث، كالبخاري ومسلم، بالجوانب اللغوية.
وخرجت الرسالة بجملة من النتائج منها : لم يكن للمبهمات في النحو العرب باب خاص، بل أشار إليها النحاة في أماكن متفرقة في كتب النحاة الأوائل. قصر المحدثون الإبهامَ على عدم وضـوح الدلالـة، بسببِ الشيوع، وهذا قصور؛ لأنّهما لم يتطرقا إلى الإبهام الناشئ من قصد المتكلم إخـفـاء الأمـر عن السامعـين، أو عـن بعضِـهِم دون بـعضٍ، الذي يُعـد أحــد دوال الإبهام, وفي حديث مَن يُرِد الله به خيرًا يفقهه في الدِّين، إذ جاءت مَنْ مبتدأ، وصلتها جملة فعلية خبرية يرد الله به خيرًا، والضمير المتصل للغائب عائد على الاسم الموصول، فتبين المعنى على وجه العموم، وهو أنَّ كُلَّ إنسانٍ أراد الله به خيرًا يلهمه طلب العلم ويفقهه بالدين.
وقد اجيزت الرسالة بتقدير مستوف من قبل لجنة المناقشة المتكونة من الاستاذ الدكتور سلمان عباس رئيسا و الاستاذ الدكتور مرتضى جبار والدكتور احمد خالد اعضاء والدكتور خالد عبود عضوا ومشرفا.
وحضر المناقشة الاستاذ الدكتور نعمة دهش فرحان عميد الكلية ومعاونه الاداري الدكتور اركان رحيم جبر لمتابعة الاجواء العلمية عن كثب.

Comments are disabled.