نظمت وحدة التعليم المستمر في كلية العلوم الاسلامية بجامعة بغداد بالتعاون مع قسم الحضارة الاسلامية محاضرة بعنوان ” الذوق في الحضارة الاسلامية.” على قاعة النشاطات العلمية .
وجاءت الورشة التي حاضر فيها كل من الاستاذ الدكتور خليل حسن الزركاني وم.م نغم ناجي يحيى لتبين ان رسالة الاسلام راعت أيما مراعاة مسألة “الذوق” هذه وحثَّت عليها، مُعتبرةً الرقيَّ بالذوق من معالم التطور الفكري والنُّضج الإسلامي فهي ليست مِن نافلة القول والفعل كما قد يتصور البعض “فالذوقيات ومراعاتها ليست أمرًا عارضًا في دينِنا، وليست على هامشٍ ضيِّق منه، بل هي أصل أصيل منه، وجزء مَكين فيه، وهالة عظيمة تُحيط بدوائر الأمر والنهي فيه ولمَ لا وقد جاء الإسلام للخروج بالإنسان من طَور التقليد الأعمى للآباء؟ بدايةً مِن موروثاتهم العقائدية، مرورًا بعاداتهم اليومية وأخلاقهم.
اشار الزركاني الى صور اهتمام الإسلام – بوصفه الدين السماوي الخاتم – بالذَّوق، وأخذ ذلك عدة أشكالٍ اهمها : مراعاة الإسلام للذَّوق العام وحثَّ الإسلام على الاهتمام بأن تكون لدى أتباعه لمسة فنية في اكتساب المهارات ، و في العمارة الإسلامية التي فاقت بذوقها عمارات كثيرة لمن يُشهد لهم بالسبقِ في هذا؛ كالمدرسة البيزنطية والفارسية والقِبطية، فكما يقول أحد الباحثين: “لقد استَفاد العرب المسلمون من التقانات والأنماط التقليدية التي كانت سائدة في البلاد التي فتحوها في إشادة المباني والمنشآت، وذلك في الفترة الأولى من المدرسة الإسلامية
واكدت يحي على ان الدين الاسلامي الذي قنَّن للذوقيات وراعى مشاعر الآخرين، دين باشرتْ سماحته وذوقه شَغاف القلوب؛ فأقبل عليه الناس من كل حدب وصوب، دين راعى الإنسان كإنسان، فبعَث الله النبي رحمة “للعالمين”، دين يأمر بالعدل حتى مع غير المسلم، بل مع غير الإنسان، دين يدعو للرقي ويراعي الآخر ويحافظ على شعوره، ويجرِّم التعدي عليه ولو بالكلمة والهمزة واللمزة، دين يدعو إلى التفكير وحسن التدبير، دين يَدعو إلى ترتيب الأفكار وتهذيب الطباع، إنه دين الإسلام، دين الذَّوق والرقيِّ والحَضارة.

Comments are disabled.