ناقشت كلية العلوم الإسلامية بجامعة بغداد اطروحة دكتوراه بعنوان ” استدراكات السيد السبزواري (ت1414هـ) في تفسيره مواهب الرحمن على السيد الطباطبائي (ت1402هـ) في تفسيره الميزان دراسة تحليلية- نماذج مختارة” قدمها كرار خليل هويدي من قسم العقيدة والفكر الاسلامي جرت المناقشة في قاعة ال البيت بحضور عميد الكلية الأستاذ الدكتور نعمة دهش فرحان ومعاونه الاداري الاستاذ الدكتور نعمة دهش فرحان وعدد من الأساتذة الباحثين .
وتتجلى أهمية هذا البحث من كونه يتناول نمطاً نادراً من التفاعل التفسيري بين اثنين من كبار مفسري الامامية في العصر الحديث، وهما السيد الطباطبائي والسيد السبزواري، وكلاهما يُعدّ من أعمدة الفكر الإسلامي في القرن الرابع عشر الهجري ويتميّز هذا التفاعل بكونه لا يقوم على مجرد العرض أو التلخيص، بل يتّخذ طابع الاستدراك والنقد العلمي المبني على أسس اجتهادية ومنهجية. ومن هنا، فإن دراسة استدراكات السيد السبزواري على تفسير الميزان تمثّل مدخلاً مهماً لفهم الفروق المنهجية بين المدرستين التفسيريتين: المدرسة الفلسفية التي يمثّلها الطباطبائي، والمدرسة الأصولية ذات النزعة الحوزوية التقليدية التي يُجسّدها السبزواري.
وقد توصلت الدراسة إلى نتائج مهمة، أبرزها : – السيد الطباطبائي اعتمد منهجاً فلسفياً تحليلياً في تفسيره، بينما جنح السيد السبزواري إلى المنهج الأصولي مع ميل واضح إلى التفسير بالمأثور والتحفّظ على التأويلات العقلية الزائدة ،استدراكات السبزواري اتسمت بدقة علمية ولم تكن مجرّد اعتراضات سطحية، بل عكست قراءة معمّقة واعية لنصوص الميزان .
وفي ختام المناقشة أوصى الباحث بتشجيع الدراسات المقارنة بين التفاسير المعاصرة، خاصة تلك التي تنتمي إلى مدارس فكرية مختلفة، لما لها من دور في إبراز تنوّع المناهج وتكامُلها، وفهم أعمق لطبيعة التفاعل بين التيارات التفسيرية المختلفة و ضرورة جمع وتوثيق الاستدراكات العلمية التي تصدر عن العلماء المعاصرين على التفاسير الكبرى، لتكون مادّة علمية تُسهم في تطوير علم التفسير وتقييمه بشكل منهجي.
وقد أجازت لجنة المناقشة الاطروحة بتقدير “مستوف” وتألفت اللجنة من الاستاذ الدكتور عبد هادي فر يح (رئيسًا) الاستاذ الدكتور كريم مجيد (عضوًا) والدكتور ابراهيم عبد السلام (عضوًا) و الدكتورة سناء عليوي والدكتور علي جمال و الاستاذ الدكتور مهند محمد صالح عضوا ومشرفا.
