ناقشت كلية العلوم الإسلامية بجامعة بغداد رسالة ماجستير بعنوان “مقومات الحضارة في فكر مالك بن نبي( دراسة وتحليل)” قدمتها الطالبة حراء غازي خضير من قسم العقيدة والفكر الإسلامي جرت المناقشة في قاعة ال البيت الاطياب بحضور عميد الكلية الأستاذ الدكتور نعمة دهش فرحان ومعاونه الإداري الأستاذ الدكتور أركان رحيم جبر وعدد من الأساتذة والباحثين.
تكمن أهمية هذه الدراسة في التأكيد على حث المسلمين في بناء حضارة خاصة بهم خارج دائرة الحضارة الغربية , وهذا لا يتعارض مع السنن الكونية التي تجعل الحضارة تداول بين الشعوب دون احتكار ودون فرض النماذج الحضارية الأخرى على الحضارة الإسلامية , خاصة مع تصاعد الخطاب الغربي الذي لم يستطع تصور حضارة خارج إطار حضارة الغرب , وهذا التفكير السنني في بناء الحضارات الذي يقدمه مالك بن نبي قد يفيد في صياغة مقاربات جديدة أكثر فاعلية لتحقيق النهضة, تساعد في تركيب رؤية واقعية وموضوعية عن مقاصد استخلاف الإنسان في هذه الأرض .
وقد توصلت الدراسة إلى نتائج مهمة، أبرزها: انّ سيرة مالك بن نبي الذاتية لم تكن مجرد تفاصيل شخصية، بل شكّلت إطاراً تفسيرياً لفكره الحضاري، إذ تبيّن أن مولده ونشأته في بيئة جزائرية مستعمَرة، وسيرته العلمية الممتدة بين الجزائر وفرنسا ومصر، قد أسهمت في تشكيل وعيه النقدي وإدراكه العميق لمشكلات الاستعمار والتخلّف. كما أبرزت الدراسة مكانته الفكرية بوصفه أحد أبرز منظّري النهضة في الفكر الإسلامي المعاصر، فضلاً عن غزارة مؤلفاته التي غطّت موضوعات الثقافة والحضارة والسياسة والمجتمع، والتي لا تزال تمثل مرجعاً أساسياً في الدراسات الحضارية الحديثة.
وفي ختام المناقشة أوصت الباحثة بضرورة – إجراء دراسات مقارنة بين فكر مالك بن نبي وأفكار مفكرين آخرين، سواء من التراث الإسلامي كابن خلدون أو من الفكر الغربي الحديث، بهدف إبراز أوجه التشابه والاختلاف في فهم نشوء الحضارة واستمرارها وأسباب انحطاطها.
.وقد أجازت لجنة المناقشة الرسالة بتقدير “مستوف”، وتألفت اللجنة من: الاستاذ الدكتور عبد هادي فريح (رئيسًا) والاستاذ االدكتور خالد مصطفى (عضوًا) والدكتورة شكرية حمود (عضوًا) والاستاذ الدكتور ظاهر فياض (عضوًا ومشرفًا).

