في خطوة علمية فاعلة تعكس التزام جامعة بغداد بمسؤوليتها المجتمعية شاركت الأستاذة الدكتورة هدى عباس قنبر التدريسية في كلية العلوم الإسلامية بجامعة بغداد في الندوة العلمية التوعوية الموسومة “دور المؤسسات الدينية والتربوية في مكافحة المخدرات”، والتي نظمها قسم الإعلام في المديرية العامة لشؤون المخدرات والمؤثرات العقلية بالتعاون مع بيت الحكمة.وقدّمت الدكتورة قنبر خلال الندوة ورقة بحثية محورية بعنوان: “دور الجامعات في مكافحة ظاهرة المخدرات والوقاية منها”، جاءت ضمن فعاليات الحملة الوطنية لمواجهة خطر المخدرات وبمشاركة نخبة من الباحثين من وزارة التربية والوقفين الشيعي والسني وجهات دينية وإرشادية وأمنية.
وسلطت الورقة الضوء على التحديات المتنامية التي تواجه المجتمع العراقي نتيجة تفشي المخدرات لا سيما بين أوساط الشباب والطلبة الجامعيين مشيرة إلى تحول هذه الظاهرة من مشكلة اجتماعية إلى تهديد إستراتيجي للأمن المجتمعي.
وتناولت الدراسة أنواع المخدرات بما فيها التقليدية والإلكترونية والرقمية مع تحليل لأسباب انتشارها وآثارها النفسية والصحية والاجتماعية مدعّمةً ببيانات وإحصائيات حديثة توثق الارتفاع المقلق في معدلات الإدمان والاتجار في العراق.
وأكدت الدكتورة قنبر في مداخلتها أن الجامعات تعد جبهة الصدّ الأولى في التصدي لهذا التهديد عبر إدراج مفاهيم الوقاية والتوعية ضمن المناهج وتفعيل وحدات الإرشاد النفسي ودعم البرامج الشبابية الهادفة بالإضافة إلى تعزيز الشراكات بين الجامعات والمؤسسات الصحية والأمنية لعقد ورش ومحاضرات داخل الحرم الجامعي.
كما شددت على أهمية دمج موضوع مكافحة المخدرات ضمن السياسات الجامعية والرسائل الأكاديمية والأبحاث التخصصية لتعزيز الدور المجتمعي للتعليم العالي وإشراك الطلبة في مبادرات مسؤولة ومؤثرة.
وتأتي هذه المشاركة الأكاديمية الرفيعة تأكيدًا للدور الحيوي الذي تؤديه كلية العلوم الإسلامية في مواجهة التحديات الوطنية وترسيخ رسالتها في بناء مجتمع واعٍ ومحصّن من آفات العصر.
يُذكر أن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي تبنّت في الآونة الأخيرة عدة مبادرات نوعية في مجال مكافحة المخدرات أبرزها تشجيع الأبحاث الجامعية ذات الصلة ومنح امتيازات تشجيعية للطلبة والباحثين المتميزين في هذا الميدان الحيوي.



