نوقش في كلية العلوم الاسلامية بجامعة بغداد اطروحة دكتوراه (التيارات الفكرية المعاصرة في ضوء الفكر الاسلامي اللبرالية انموذجا) للطالب عادل خلف من قسم العقيدة والفكر الاسلامي على قاعة ال البيت في الكلية.
الاطروحة تناولت مفهوم “الليبرالية” في التعريفات المعاصرة, وهو الموضوع المهم الذي ينبغي البحث فيه, ويطغى عليه الغموض الذي لا يمكن الاحاطة به لتعدد الاراء بصيغة تعريفه, حسب رؤية كل فريق من جهة مصلحته, وبذلك لايمكن التوصل الى التعبير الذي يصيب المعنى الحقيقي من حيث الدلالة والمفهوم.
ولموضوع البحث من حيث الاهمية تجاوب العديد من المسلمين معه, تجاوب المتأثر بالمظهر الخارجي من حيث الشكل فقط لا المضمون في نواحي وحالات عديدة بدون التعمق بالمدلول العقلي والمنطقي له.
وظنوا ان تقدم الغرب في مجال التطور العلمي والمعرفي والفكري هوبسبب تطبيق ذلك الفكر المادي الفلسفي المجرد, وقد شارك في دعوة المسلمين إليه ونصحهم به, فزاد المؤيدون له من كثير ممن تناغم مع مصالحهم ووجدوا فيه ضالتهم.
ومن حيث تأريخية هذا الموضوع, فانه قد بدأ في القرنين الخامس عشر والسادس عشر, نتيجة وتخليص لمعاناة الناس في البلاد الاوربية من قسوة واضطهاد المقيمين على تطبيق امور وقوانين الكنيسة في تلك المدة الزمنية وكذلك المتاثرين من ظلم الاقطاع والامراء والقياصرة وقد توضح ان هذا المذهب ذو منهج عملي عن غيره وذلك لقربه من معاناتهم, وكونه مرن يحمل مذاهب معتددة, مع بقائه على وصفه كمذهب فكري واستمر الانجذاب اليه باعتباره المنقذ للاوربيين من وضعهم المزري باي شكل كان ذلك المنقذ, فقط الابتعاد عن الظلم والتغيير لمجرد الخلاص بأي شكل وطبقوا نظريات مختلفة في الحرية الفردية بكل المجالات, وتكونت طبقات رأسمالية متعددة واحتكرت رأس المال ووظفت تلك الطاقات لمصالحها الشخصية فقط, حصل الكساد والتعويضات الالمانية وازمة الديون في بداية القرن التاسع عشر ,وبعد ذلك تحول تطبيق تلك الافكار الى نهج جديد وذلك باعطاء الدولة بعض الصلاحيات من حماية الحريات الشخصية والرعاية الصحية والضمان الاجتماعي للفقراء والمحتاجين, ومحاولة اعطائهم الفرص بالعمل وحمايتهم من المستثمرين الجشعين, وتلك هي الحرية الفردية الايجابية, عكس الحرية السلبية التي تحاول ان تعتمد على الحرية الفكرية الشخصية في تطبيق الاعمال.
وانتشر الفكر الليبرالي الغربي ,واغتر الغربيون كثيرا بمبدأ (الليبرالية) وحاولوا ان يطبقوه في كل مكان وزعموا أنه خيار الإنسانية الوحيد ,فوظفوا طاقاتهم الفكرية والإعلامية للسيطرة على العالم واحتكار ثرواته بكل ما اوتوا من قوة سياسية واقتصادية رهيبة, للنيل من مقدرات الشعوب بحجة اعطائهم الحريات.
وقد اجيزت الرسالة بتقدير جيد جدا عالي من قبل اللجنة المتكونة من الاستاذ عدنان علي كرموش رئيسا والاستاذ سلام مجيد فاخر والدكتور ياسين مجبل والدكتور ثائر ابراهيم خضير والدكتور مروان عطا مجيد اعضاءا والدكتور جاسم محمد حرجان عضوا ومشرفا .

 

Comments are disabled.