ناقشت كلية العلوم الاسلامية بجامعة بغداد رسالة (أزمة الفكر الاسلامي المعاصر في مواجهة التيارات العلمانية والحداثية) للطالب عبد الستار جبير الطيف من قسم العقيدة والفكر الاسلامي على قاعة ال البيت (عليهم السلام).
وتكمن اهمية الرسالة في انها تحاول ان تُوقِف المد الهائل من الافكار المادية والالحادية التي تعصف بالمجتمعات الاسلامية ، محاولاً ايجاد موقف مناسب تجاه هذا المد، ومشروع بديل لمشروع العلمانية والحداثة المقلد للغرب بقضه وقضيضه، والمتفرد في ساحة الفكر، لذا كان اختيار موضوع البحث، ينطلق من ان المشروع الملائم لهذه الامة لابد ان ينبع منها، من بيئتها، ويستند الى تراثها الخالد، سعياً الى تصويب الافكار الذي يهدي الى صواب الافعال… فالإسلام حين طُّبق يوماً كان هو الصواب.
وخرجت الرسالة بجملة من التوصيات والنتائج منها : الازمة التي يمر بها العالم الاسلامي، انما هي ازمة فكرية، دون سواها تتمثل في اشكالية تنزيل القيم الاسلامية –قيم الكتاب والسنة- والمبادئ المستنبطة منها على واقع الناس، وليست هي ازمة قيم، فالقيم الالهية موجودة ومحفوظة بحفظ هذا الدين الى يوم القيامة، لكن القصور بينٌ واضح في عدم القدرة على تنزيل هذه القيم وفاعليتها في الواقع الاسلامي، وشحة الاجتهاد في ذلك، او اسقاطها قسراً في غير محلها عليه، وكذلك في الاساليب القديمة والممجوجة، والمواضيع المكررة المملة التي لا تمسُ احتياجات الناس ومشاكلهم ، والفكر الاسلامي هو الاجتهاد في تنزيل قيم الكتاب والسنة على وقائع الناس في كل زمان ومكان، فهو فكر بشري وليس الهي خاضع للخطأ والصواب، ولذلك كان هناك اجر للمخطئ واجران للمصيب، كما قرر المصطفى صلى الله عليه وسلم.
وقد اجيزت الرسالة بتقدير مستوف من قبل لجنة المناقشة المتكونة من الاستاذ الدكتور عبد الكريم هجيج رئيسا والدكتور عبد الهادي محمود والدكتور علاوي مزعل اعضاء والدكتور خليل حسن رهك عضوا ومشرفا .
وحضر المناقشة عميد الكلية الدكتور نعمة دهش فرحان والمعاون الاداري الدكتور اركان العتابي للمتابعة عن كثب الاجواء العلمية.