ناقشت كلية العلوم الاسلامية بجامعة بغداد رسالة (“المقاصد التحسينية في كتاب فقه الأخلاق للسيد محمد محمد صادق الصدر )) للطالب محمد حميد رشيد من قسم الشريعة الاسلامية على قاعة الزهراء (عليها السلام) .
وهدفت الرسالة الى السعي إلى بناء فقه مقاصدي يحقق الهوية الإسلامية ويبني الأصالة المعاصرة ويُشيد دعائم الحضارة الإسلامية، من خلال ربط الفقه بمقاصد الشريعة، والاهتمام بمرتبة التحسينيات، وعدم قصر الاهتمام على الضروريات والحاجيات فقط وتحديد المقاصد الأخلاقية وبيان مراتبها من جهة الضروري والحاجي والتحسيني.
وتكمن اهمية الدراسة في انها تبحث في نظرية المقاصد التي تمثل الإطار الأنسب للإحكام الفقهية، فتقوم بتنظيمها وجمع شتاتها والتنسيق فيما بينها . من خلال بيان مزاياها وأسرارها . فمقاصد الشريعة هي التي تحقق لنا هذا الهدف و تتجه المقاصد التحسينية بالمكلف نحو الإصلاح ، من حيث بيان أبعادها من عدة جوانب، كالبُعد الجمالي والبُعد الرسالي والبُعد الإنتاجي والبُعد الإبداعي.
وخرجت الرسالة بجملة من التوصيات والنتائج منها : ان المقاصد التحسينية تراعي من المزايا في العبادات والعادات والمعاملات ما تراعي، وتوطّئ من كمالات الحياة ما توطّئ وتخدم الضروريات والحاجيات خدمة المكمِّل لمكمَّله، فهي كالسياج للأصل تحميه وتدرأ عنه الخلل، وكالتّابع له يؤنس به ويحسن صورته، حتى يكون كاملاً راسخاً ميسوراً . السيد محمد محمد صادق الصدر(قدس الله نفسه) في مقدّمته بأن أسلوب تأليفه للكتاب جاء على نحو الكمال الأخلاقي اللائق أو العالي وربط الأخلاق بالأحكام الشرعية بعيداً عن مستوى التصوف والعرفان حيث أن منهجهم خاص وغير شامل للأخرين أو ممن لا يعرفها ولا يطيق تطبيقها إلاّ القلة من الأفراد ممن يتحملونه، بمعنى أن السيد الصدر يُريد أن يُبين أن السلوك العملي الذي يتحدث به هؤلاء يجب أن لا يكون بعيداً عن الأحكام الشرعية وهو الحقل الأوضح والأوسع من الترابط بين الفقه والأخلاق.
وقد اجيزت الرسالة بتقدير مستوف من قبل لجنة المناقشة المتكونة من الدكتور مرتضى محمد رئيسا والدكتور محمد فرحان والدكتور عمر نواف اعضاء والدكتور علي جميل طارش
وحضر المناقشة الاستاذ الدكتور نعمة دهش فرحان عميد الكلية ومعاونه الاداري الدكتور اركان رحيم جبر لمتابعة الاجواء العلمية عن كثب.

Comments are disabled.