ناقشت كلية العلوم الاسلامية بجامعة بغداد اطروحة الدكتوراه علل التعبير القرآني في سورة النساء في ضوء اللسانيات الحديثة للطالب (عمار فيصل كاظم) من قسم اللغة العربية على قاعة آل البيت.
وتكمن اهمية البحث في انه يدرس موضوع حقيقة الإعجاز اللغوي في القرآن الكريم الذي يتطلب نظرةً مزدوجة في جانبي اللفظ والمعنى على حدٍّ سواء، فكلُّ صيغة من صيغ التَّعبير ينبثق تكوينها من محتواها المعنوي فما من شيءٍ من مظاهر أسلوب القرآن الكريم وخصائصه ,هو صورة لمعانيه قد اتَّخذت شكلها بمقتضاها، وما بلغ التَّعبير في القرآن الكريم الكمال الأعلى إلَّا, لأنّ حقائقه ومعانيه قد بلغت كمالها الأعلى.
وخرجت الاطروحة بجملة من النتائج والتوصيات منها : أظهرت الدراسة مدى دِقة المفسرين في بيان العِلة التي جاءت فـي ألفاظ النظم القرآني وذلك من حيث أنَّ بعضهم لا يكتفـي بالتَّعليل الذي نقله, وقد يرجِّح تعليلاً لأحد من ينقل عنهم بعد أنْ يعرض آراءهم جميعاً, ومنهم مَن يعرض تعليلات مَن سَبقه مِن غير ترجيح, أو يصف تعليلات نقلها بالضَّعف, ومنهم يتَّبع أُسلوب الحوار طريقة السُّـؤال والجواب مع القـارئ في تفسيره بشكل يكشف عن أسرار معانـي الآيات, ويبيِّن إعجاز النَّظم القرآني مما يثير القارئ ويزيل عنه الخُمول والكَسل , وأحياناً أنَ مِن المفسرين مَن يستشهد بالحَديث النَّبوي الشَّريف , وبكلام العَرب من شعرهم ونثرهم.
وبيَّنت الدِّراسة وظيفة السِّياق اللغوي الذي أتاح للباحث تفسير وتَوصيف أنساق التَّعبير القُرآني بقيمه الجَمَالية والفَنية , كما أوضَحت مدى ارتباط ألفاظ القُرآن بعضها ببعض , حتى كانت كالكلمة الواحدة مُتَّسقة المَعاني مُنتظِمة المَبَاني ومن خلال ذلك ظهرت قِيَم الصِّيغ في تركيبها.
وقد اجيزت الاطروحة بتقدير مستوف من قبل لجنة المناقشة المتكونة من الدكتور نعمة دهش رئيسا والدكتور محمد فرج والدكتور لطيف عبد السادة والدكتور عماد علوان والدكتورة لينا طهماز اعضاء والدكتور احمد رجب عضوا ومشرفا.
وحضر المناقشة الدكتور اركان رحيم جبر معاون العميد لمتابعة الاجواء العلمية عن كثب.