نشرت جريدة الزوراء الصادرة عن نقابة الصحفيين العراقيين، مقالاً للدكتور عبد الهادي محمود الزيدي التدريسي في كلية العلوم الإسلامية بجامعة بغداد، بعنوان: الصحفي أم الطبيب؟ وذلك بمناسبة العيد ال (154) لتأسيس الصحافة العراقية، في عددها المرقم (7980)… ومما جاء في المقال:
الصحافة: طب مجتمعي، عالمي ، انساني، درج عليه وأبدع فيه آلاف الصحفيين منذ نشأة الصحافة وحتى اليوم مخاطبين الشعوب أن تصحو لتغيير حالتها نحو الافضل ، ومنادين الحكومات أن ترفق بالناس وترعى مصالحهم التي وظفوا أمناء عليها، وفاضحين تجار الحروب أن كفى قتلاً وإبادة للناس، وبراعة الصحفيين هذه شهد بها المجتمع الإنساني كله: المحب للصحافة والمبغض لها، حتى أسموها فيما مضى من عقود : بالسلطة الرابعة، لخطورتها وأهميتها…
واختتم الكاتب مقاله بهذه السطور:
كل هذا جرى ويجري بجهد وحبر ودماء الصحفيين، الذي ما زالوا لم يجدوا كفايتهم من لقمة العيش الكريم، فهم يعالجون الأمراض المجتمعية المزمنة وغير المزمنة علاجاً جماعياً، في عيادات جدرانها شفافة، يراها الجميع ثم ينصرفون بين منكر أو مؤيد… ويعالج الطبيب أفراداً وليست مجتمعات، ويداوي جسداً في الغالب لا روحا أو فكرا أو عقلاً، ورغم أهمية المعالجة تلك الا إنها تظلّ محدودة ليست كعلاج المجتمع والناس كما تفعل وسائل الإعلام أو كما تقوم بذلك الصحافة، ولكن – وتلك مفارقة كبرى- مع وجود الفروق الكبيرة في العائد المالي وفي المكانة بين الناس، إلاّ إنها (عدالة) الارض الناقصة التي لا ندري متى تكتمل؟
Comments are disabled.