نظّمت وحدة الإرشاد التربوي في كلية العلوم الإسلامية بجامعة بغداد وبالتعاون مع قسم اللغة العربية ندوةً إرشاديةً بعنوان «الرشوة وحكمها في الإسلام» ألقاها الأستاذ الدكتور محمد خضير مضحي بحضور عددٍ من طلبة قسم اللغة العربية وجمعٍ من التدريسيين.
وتناول المحاضر خلال الندوة مفهوم الرشوة من المنظور الشرعي موضحًا أنها ما يُعطى من مالٍ أو منفعةٍ لمن يمتلك سلطةً أو نفوذًا بقصد إبطال حقٍّ أو إحقاق باطل أو الحصول على ما لا يستحقه الإنسان.
كما أكد أن الرشوة تُعدّ من المحرمات الكبرى في الإسلام لما يترتب عليها من آثار خطيرة من بينها الظلم وأكل أموال الناس بالباطل وإفساد القيم الأخلاقية وضياع الحقوق داخل المجتمع
كما استعرضت الندوة الأدلة الشرعية الواردة في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة التي تُبيّن حرمة الرشوة وتشدد على خطورتها مستشهدًا بقوله تعالى: ﴿وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ﴾، بوصفها أصلًا قرآنيًا واضحًا في تحريم هذا السلوك فضلًا عن حديث النبي ﷺ الذي لعن فيه الراشي والمرتشي والوسيط بينهما في دلالة صريحة على شمول الإثم لجميع الأطراف المتورطة في الرشوة.
وهدفت الندوة إلى تعزيز الوعي الديني والأخلاقي لدى الطلبة وبيان خطورة الرشوة على الفرد والمجتمع والعمل على ترسيخ قيم النزاهة والعدالة والالتزام بالأمانة بما يسهم في إعداد جيلٍ واعٍ قادرٍ على رفض الممارسات الفاسدة والتمسك بالمبادئ الإسلامية السامية.
وقد خرجت الندوة بخلاصة مفادها أن بناء مجتمعٍ سليمٍ ومستقر لا يتحقق إلا من خلال الالتزام بالقيم الأخلاقية ومحاربة جميع أشكال الفساد وفي مقدمتها الرشوة.
وفي ختام الندوة جرى التأكيد على أهمية استمرار إقامة الأنشطة الإرشادية والتوعوية داخل الكلية لما لها من دورٍ فاعل في توجيه الطلبة سلوكيًا وفكريًا وتعزيز ثقافة النزاهة والمسؤولية المجتمعية وتنسجم هذه الندوة مع أهداف التنمية المستدامة ولا سيما الهدف السادس عشر المتعلق بإرساء مبادئ السلام والعدل وبناء المؤسسات القوية من خلال نشر الوعي بمخاطر الفساد والدعوة إلى مكافحته على المستويين الفردي والمؤسسي.

Comments are disabled.