ناقشت كلية العلوم الاسلامية بجامعة بغداد اطروحة (انخرام المناسب وأثره في تغير الحكم الشرعي) للطالبة دعاء كيان احمد من قسم الشريعة الاسلامية على قاعة الزهراء.
و تتجلّى أهمية البحث في انها تسليط الضوء على لبِنَة من لبنات التأصيل لمراعاة الشريعة الإسلامية للواقع، واعتبار الأحوال المتغيّرة والظروف المستجدّة، وعدم صبّ الأحكام في قوالب جامدة تُطبّق في كلّ الظروف مع اختلاف مصالحها، فتجافي روح الشريعة المُغَلِّبة لجانب التيسير والتخفيف، وتوقع المكلّف في الحرج المنفي شرعًا، ازدياد الحاجة إلى هذا البحث في واقعنا المعاصر بعد أن وصف التشريع الإسلامي بالعجز عن مسايرة تطورات العصر، واتّهم بالجمود والقصور عن معالجة النوازل المستجدّة، فجاءت قاعدة (انخرام المناسب) لترسم مع نظيراتها من القواعد الخطّة التشريعية المتّبعة في التعامل مع المتغيّرات، مما يحقّق معنى صلاحية التشريع لكل زمان ومكان.
وخرجت الاطروحة بجملة من النتائج والتوصيات اهمها : انخرام المناسب من القواعد الشرعيّة الكليّة ويعني بطلان المصلحة المترتبة على ملاءمة الوصف عند تفويتها لمصلحة أكبر، أومعارضتها بمفسدة مساوية لها أو تزيد عليها؛ لأن تطبيق المصلحة في هذه الحال يجافي روح الشريعة، وينافي مقاصدها القاضية بجلب المصالح للعباد ودرء المفاسد عنهم، وهي قاعدة عظيمة تدلّ على مرونة الشريعة وعدم صبّها الأحكام في قوالب ثابتة تطبّق في كل الأحوال والظروف المتغايرة، إنّ الحكم بانخرام الوصف المناسِب في واقعةٍ ما يستلزم معرفة دقيقة بالواقع قبل تنزيل الحكم الشرعي عليه، مع مراعاة الخصوصية الفردية والظرفية التي لها أثرٌ في تغيير الحكم الأصلي، وهذا مما يعين على حُسن الموازنة بين المصلحة والمفسدة المترتّبة على الحكم، وترجيح الأقوى منهما تحقيقًا للمقاصد الشرعيّة.
وقد اجيزت الاطروحة بتقدير مستوف من قبل لجنة المناقشة المتكونة من الاستاذ الدكتور سعدي خلف رئيسا والاستاذ الدكتور صلاح عبد الحسين و الدكتور محمود رجب والدكتور عامر ياسين والدكتور ضياء الدين اعضاء و الاستاذ الدكتور سامي جميل رحيم عضوا ومشرفا .
وحضر المناقشة الاستاذ الدكتور نعمة دهش فرحان عميد الكلية ومعاونه الاداري الدكتور اركان رحيم جبر لمتابعة الاجواء العلمية عن كثب.
