في عموده الصحفي صوت القلم طرح الأكاديمي والكاتب الدكتور عبد الهادي محمود الزيدي من كلية العلوم الإسلامية بجامعة بغداد مقارنة لافتة بين أثرياء الغرب ونظرائهم في العالم العربي مسلطًا الضوء على اختلاف الوعي والهدف في مجال استثمار رأس المال ولا سيما في القطاع الإعلامي.
الزيدي استهل مقاله بعنوان جذاب يثير التساؤل حول الفارق بين “أغنيائنا” و”أغنيائهم” مستشهدًا بتقارير دولية تشير إلى استمرار نخبة من أثرياء الغرب من اليهود وغيرهم في شراء مؤسسات إعلامية كبرى وشركات إنتاج المحتوى وصولًا إلى امتلاك منصات تواصل اجتماعي مؤثرة مثل فيسبوك وإنستغرام وتيك توك وأوضح أن هذا التوجه ليس فقط لتعظيم الأرباح بل للسيطرة على الخطاب العالمي وتوجيه الرأي العام عبر صياغة المصطلحات ونشر الروايات وترويج ما يخدم مصالحهم.
وفي المقابل أعرب الزيدي عن أسفه لغياب أثرياء العرب والمسلمين عن هذا النوع من الاستثمار الاستراتيجي رغم قدرتهم المالية الكبيرة وأشار إلى أن معظم الاستثمارات العربية تتجه نحو الترفيه والفنادق الفاخرة وشراء الأندية الرياضية وصفقات اللاعبين أو مجالات ربحية لا تقوم على رؤية ثقافية أو رسالة فكرية يمكن أن تؤثر في صورة العرب والمسلمين عالميًا.
وأكد الزيدي أن حاجة العالم العربي والإسلامي كبيرة لمشاريع إعلامية وفكرية قادرة على الدفاع عن الدين الإسلامي مما يتعرض له من اتهامات بالإرهاب وحماية صورة الإنسان العربي والمسلم من التنميط السلبي فضلًا عن مواجهة الحملات التي تسيء لدول المنطقة وثرواتها لافتًا إلى أن الأثرياء يمتلكون القدرة على دعم خطاب رصين يقوم على الدعوة الحسنة وبناء الوعي والتثقيف.
وختم الزيدي مقاله بالتأكيد أن القضية تتعلق بـ”وعي وثقافة وتحمل مسؤولية” داعيًا أثرياء العرب إلى الاستثمار في الوعي قبل المال لما لذلك من دور حاسم في نهضة المجتمعات وصناعة التأثير الحقيقي في الواقع المحلي والدولي.

Comments are disabled.