في خطوة جريئة ومسؤولة فتحت وحدة التعليم المستمر في كلية العلوم الإسلامية في جامعة بغداد أبوابها لورشة عمل مكثفة غاصت في أعماق ظاهرة التطرف الديني وكشفت عن آثارها النفسية والاجتماعية المدمرة لم يكن الأمر مجرد محاضرة عابرة بل كان أشبه بجلسة تشريح دقيقة لهذا الفكر الخبيث الذي يهدد استقرار المجتمعات وسلامة الأفراد.
انطلقت الدكتورة زينب ضاري حسين في رحلة استكشافية لفهم جذور التطرف وأسبابه وكيف يتسلل هذا الفكر إلى عقول الشباب مستغلًا هشاشة النفوس وتشويه المفاهيم الدينية لم تكتفي بالتحليل النظري بل تعمقت في دراسة الآثار النفسية التي يخلفها التطرف من قلق واكتئاب وعنف وكيف تتحول هذه الآثار إلى قنابل موقوتة تهدد الأمن المجتمعي.
لم يغب عن الورشة الجانب الاجتماعي حيث تم تسليط الضوء على الآثار المدمرة للتطرف على النسيج الاجتماعي من تفكك أسري وتصدع في العلاقات وانتشار لثقافة الكراهية والعنف هنا برزت أهمية دور المؤسسات الدينية في مواجهة هذا الخطر من خلال نشر الوعي الديني الصحيح وتصحيح المفاهيم المغلوطة التي يستغلها المتطرفون.
لم تكتف الورشة بالتشخيص بل قدمت أيضًا وصفة للعلاج تمثلت في آليات عملية لمواجهة التطرف وعلى رأسها الحوار والتسامح والتعايش السلمي هذه القيم النبيلة التي طالما دعا إليها الدين الإسلامي هي السلاح الأمضى في مواجهة الفكر المتطرف وبناء مجتمع متماسك يسوده الأمن والسلام.
خرج المشاركون في الورشة بصوت واحد مطالبين بتضافر الجهود بين المؤسسات الدينية والتعليمية والإعلامية لمواجهة هذا الخطر الداهم لقد كانت الورشة بمثابة صرخة مدوية تدعو إلى اليقظة والتصدي لهذا الفكر الظلامي الذي يسعى إلى تدمير مجتمعاتنا.

Comments are disabled.